هي آخر ما يعزفه حقل قبل وداع الخريف عندما يموت الكلام في ضجيج الصمت.. وحدها الأرواح تبوح شعرًا سائغًا وافيت مذهول الخطى وحدي وذرات الغبار ملاءتي وسحائب الشجن المعتق بين أضلاعي هتون.. لا تعجبوا فأنا المغيب في متاهات المدى متوشحًا رهق المسافر أشعث الأحلام، في درب تشيعه المنون! يا للشقا.. وآتيه في وجع الطريق.. وانثنى متدثرًا بالصمت.. أسألني.. وأسألني وتلفحني الظنون.. ماذا ترى؟! لا شيء غير العدم منتفخًا هنا مثل النعام مسرحًا.. تغريك بسطة جسمه الأخاذ منفوشًا، بلا عقل ٍ ولا قلبٍ حرون..! يا ويلتى.. أأصيح من جور الزمان..؟ أأظل مصلوبًا على هذا المكان اللامكان! أأغور في الظلمات مغتربًا فلا خل يواسيني.. ولا حاد يقدر أي زمرته سنان! وجع الأمانة أن تحنط في الدفاتر أحرفًا، وتذوب مثل الملح في طرف اللسان! يا رب.. هل قدر حياة الحر في دنيا الهوان؟! وتلفني الأوجاع، يخنقني سؤال العابثين بحرقتي.. فيم الضجيج، ومن تكون..؟ وأفقت من حزني على جمر السؤال.. ولا جواب.. أأقول إني دمعة الإنسان يبحث عن شبيه في السراب؟! أأقول إني الحب ينشد إلفه بين الذئاب..! وبأنني صدق يسافر في مدائن من كذاب..! يا للعذاب.. أمضي بطهر الروح تتبعني عيون الارتياب! ويجف بحر الصبر في صدري.. وتستعر الشجون.. والآن..؟ لا أدري، لماذا الآن تسألني.. وأي غمامة للفرح تمطرني.. وأي قصيدة للمجد تعزفني.. وكيف ترف في حقلي الفتون..؟ الآن... وافترت أساريري،، فمعذرة على كل الكلام الآن أوقن أن عمري شمعة لا تنطفي.. وبأن حرفي أنجم تختال في نحر الظلام الآن أسمع نبض أوردتي تنادني.. لأطفيء جمر أسئلتي.. لأبدأ قصة أخرى أأثثها الذي أهوى.. أدثرها بأغنيتي.. وأرسم في فضاء العمر ألون السلام ولن أهون...