يصل إلى شرم الشيخ عصر اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ضيفًا على مصر في مستهل جولة عربية تقوده غدًا إلى دمشق ومنها بعد غد إلى بيروت كما يزور العاصمة الأردنية عمان يوم الجمعة المقبل في طريق عودته إلى المملكة. وتتضمن الزيارة جلسة مباحثات مهمة يعقدها خادم الحرمين الشريفين وأخوه الرئيس المصري حسني مبارك في التاسعة من مساء اليوم. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن القمة السعودية المصرية تكتسب اهمية كبرى في هذا التوقيت وتأتي في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة والمتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وتعكس حرص الزعيمين على مواصلة التشاور والتنسيق فيما بينهما حول مستجدات الوضع الإقليمي الراهن وآخر المستجدات في القضية الفلسطينية، وجهود دفع عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ونتائج المباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تجرى برعاية امريكية، وامكانية التحول الى المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وقال أبوالغيط إنه من المنتظر أن يبحث الزعيمان التطورات على الساحة اللبنانية وان يكون الوضع اللبناني في مقدمة الموضوعات التي سيبحثها خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس مبارك في قمتهما اليوم مشيرًا إلى وجود تنسيق مصري سعودي مستمر في هذا الموضوع المهم. وأوضح أبوالغيط أن تطورات الوضع في لبنان تحظى بأهمية كبيرة لدى كل من المملكة ومصر من منطلق اهتمام البلدين بلبنان وباستقراره وعدم تعرضه لما يهدد السلم الأهلي فيه مشيرا إلى أن مصر ستستمر في دعمها للبنان بمؤسساته بما فيه مصلحة اللبنانيين والدفاع عن مصالحهم واستقرارهم والحيلولة دون تبلور أي تهديدات تؤثر في تماسك جبهتهم الداخلية. وسوف تبحث القمة أيضًا ملف المصالحة الفلسطينية وحتميتها بالنظر إلى الظروف الراهنة حيث تحظى الجهود المصرية لتحقيق المصالحة بدعم كبير من المملكة.. ومن الملفات التابعة على طاولة القمة السعودية المصرية ومنه قمة شرم الشيخ اليوم - المصالحة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت وبالتركيز على اعادة العلاقات المصرية السورية إلى طبيعتها. وتعد العلاقات بين مصر والمملكة علاقات متميزة، نظرا للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فعلى الصعيد العربي تؤكد الخبرة التاريخية أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعلىهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إلىها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. كما أن التطابق في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية مثل الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، ومن هنا كان طبيعيًا أن تتسم العلاقات السعودية المصرية بالقوة والاستمرارية. وهناك مزيد من الخصائص والمرتكزات تتعلق بالعلاقات السعودية المصرية وتضفي علىها قدرًا أكبر من التميز والخصوصية.