في منتصف عام 1423ه أبدى الدكتور حمدي السكّوت رغبته في أن تسهم دارة الملك عبدالعزيز بتمويل قاموس يُعنى بالأدب الحديث، ويترجم لأعلامه بإشراف الجامعة الأمريكية بالقاهرة، واستجابت الدارة للطلب، ووافقت على تمويل المداخل الخاصة بالجزيرة العربية، وشُكلت لجنة لهذا الغرض (وشرفت أن أكون من أعضائها)، وأنجزت المطلوب منها، وصدر القاموس في طبعته الأولى في عام 2007م. ويحمل الكتاب اسم “قاموس الأدب العربي الحديث”، ويقع في أكثر من ستمئة صفحة من القطع الكبير، وهو عمل علمي منهجي يقدم المعلومات الصحيحة والواضحة والمختصرة عن المبدعين في الشعر والرواية والقصة والمسرحية، وكبار رجال الفكر والثقافة في العالم العربي، فضلًا عن مداخل لأهم الكتب والمجلات الأدبية والثقافية والجمعيات أو المدارس التي كان لها دور في تطوير الفنون الأدبية. وقد لقي قبولًا من لدن القراء في العالم العربي، وأعادت الدار الناشرة (الشروق بالقاهرة) طباعته للمرة الثانية بعد تحديث معلوماته في عام 2009م، ولدي الطبعتان: الأولى والثانية؛ لأنني من أشد المعجبين بهذا الكتاب النفيس. ومن الأمور الجديرة بالإشارة والذكر في هذا الصدد أن القاموس يضم ما يزيد على مئة مدخل عن الأدباء السعوديين، وعلى مداخل عن بعض الكتب المؤثرة والمجلات المهمة، وأسهم عشرون باحثًا وباحثة من المملكة العربية السعودية في كتابة المداخل. ومع إعجابي الشديد بهذا الكتاب الفريد، فإنني أود تدوين ملحوظات يسيرة عابرة، ومنها: 1 توسع القاموس في إضافة شخصيات مصرية لا تدخل في إطار الأدب إلا من زاوية ضيقة، ومن ذلك الفنانون والممثلون مثل: أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وأمينة رزق، وسيد درويش، وغيرهم. 2 خُصصت مداخل لكتب ليست أدبية، ومن الأمثلة على ذلك: كتاب “الإسلام وأصول الحكم”، وكتاب “تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية”. 3 تكرار اسم “الأحساء” بطريقة خاطئة بكسر الهمزة “الإحساء” رغم أن المداخل التي أرسلت من دارة الملك عبدالعزيز كانت صحيحة في كتابتها، ولكن يبدو أن الإخوة المشرفين على القاموس يظنون أننا لا نعرف الصواب، وعدّلوا الهمزة بناء على نطقهم العامي للكلمة! 4 وقوع بعض الأخطاء الطباعية، وبخاصة في الفهرس، ومن ذلك: علي بن سعود آل ثان، ومبارك بن سيف آل ثان، والصواب (آل ثاني)، ومحمد بن سعيد الدبل، والصواب (سعد). وبعد، فهذا القاموس مرجع لا يستغني عنه أي باحث في الأدب العربي الحديث، وأنصح الجميع باقتنائه، وستقوم دارة الملك عبدالعزيز قريبًا بحول الله بإصدار قاموس مشابه له يختص بالأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، ويشارك في كتابة مداخله ومراجعتها وتحكيمها ما يزيد على مئة باحث وباحثة من مختلف الجامعات السعودية.