أكد مختصون وأكاديميون أن فتح مجالات العمل المرأة في قطاعات المهن الحرة يسهم وبشكل كبير في القضاء على شبح البطالة النسائية. وأضافوا أن توفير وظائف مهنية تلائم طبيعة المرأة يعينها على مواجهة غلاء المعيشة من خلال المردود المادي الذي تحصل عليه، وذلك في ظل ارتفاع معدل البطالة بين الفتيات. في البداية أشار رئيس لجنة الضيافة في الغرفة التجارية بجدة الدكتور خالد الحارثي إلى أن انعكاسات بطالة المرأة تضر بالاقتصاد وتقف معضلة أمام التنمية، إذ ان بطالة العنصر النسائي المؤهل للعمل يمثل مشكلة كبيرة؛ لذا يجب أن يعمل الجميع على إيجاد حلول لتلك الفجوة لدى الفتاة. ويضيف: من تلك الحلول هو العمل على تفعيل المهن الحرة بشكل عام مع الوضع في الاعتبار توجيه المرأة للعمل في أكثر من قطاع، مع توفير بيئة مناسبة تتوافق مع طبيعتها وفق ضوابط وأسس لا تتعارض مع عادات المجتمع والشريعة الإسلامية. ودعا دكتور الحارثي رجال الأعمال والمستثمرين لتوظيف الفتيات وخلق فرص عمل مناسبة للفتاة. وذلك باعتبار المرأة نصف المجتمع وتسهم وبجدارة في التنمية الاقتصادية للبلاد. مشيرا إلى اهمية دور الجهات المختصة والقطاع الخاص، وكذلك المرأة في تغيير طريقة تفكيرها في العمل وان تبدأ التفكير جيدا بشكل ايجابي في اقتحام مجالات العمل التي تتناسب مع الميول والعادات والتقاليد. *مشاركة المرأة من جهته دعا أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حبيب الله تركستاني إلى اتاحة الفرصة للفتاة بممارسة العمل في المهن الحرة، مشيرًا إلى انه ضروري ومجد لتحقيق مشاركة المرأة للرجل في العمل إضافة إلى أنه ينمي مدارك الفتاة ويؤهلها كي تعتمد على نفسها لتتوفر لديها المهارات المهنية، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع، والأسرة وبالتالي يساعد على دفع عجلة التنمية الاقتصادية. ويضيف: مازال المجتمع يعاني من مشكلة مخرجات التعليم التي يقدمها للمجتمع فلم تعد تلك المخرجات تتناسب مع سوق العمل. لهذا علينا التركيز على احترام المهن التي فرضت وجودها في السابق واندثرت ولم تعد موجودة، وقال: هناك مهن كانت تخص المرأة ولكن الرجل اصبح يمارسها ولم تعد للمرأة تواجد فيها او انها متواجدة بشكل ضعيف، مثل مهنة حياكة وتفصيل الملابس، فلو اتيحت الفرصة لعودة المرأة لهذا المجال اعتقد - والحديث للدكتور تركستاني- ان الفرصة ستكون متاحة لتقليل نسب البطالة النسائية. ولفت الدكتور تركستاني إلى أن السبب وراء عزوف الفتيات عن الأعمال المهنية يرجع لعدة اسباب منها: عدم وجود ثقافة المهن والتي لم تزرع من البيت، علما بأن تلك المهن كانت مصدر رزق الاجداد ولكنها الآان اندثرت واصبحت تندرج تحت ثقافة العيب والخجل. *الأعمال الصغيرة من جانبها أوضحت وكيلة عمادة شؤون الطلاب لأنشطة الطالبات الدكتورة منال مديني إلى ضرورة إقامة مراكز تعى بتدريب الفتيات على إقامة مشاريع اقتصادية يستفدن منها ويعد عملها من الإيجابيات المهمة في تنمية اقتصاد العائلة والعمل على شغل أوقات فراغ الفتيات في عمل منتج نافع، ابتداءً من الأعمال الصغيرة أيًا كانت، وانتهاء بأعمال الإبرة والغزل وهي أسهل أعمال النساء. وذكرت أن جامعة الملك عبدالعزيز أولت اهتماما بذلك من خلال مركز صنع بيدي. وأضافت: إن المركز يحقق أهدافًا جليلة للطالبة بوسائل متاحة وميسورة، فهو يضع بين يدي المستفيدين منه كيفية العمل من المنزل، كذلك مساعدة وتوجيه وتدريب الطالبات على إقامة مشاريع استثمارية صغيرة وتسويقها وفق أسس علمية صحيحة بالإضافة إلى تقديم الاستشارات للطالبات في مجال مواهبهن ومهاراتهن اليدوية والفكرية والمهنية ولحل المشكلات التي تقع فيها صاحبة المشروع لتتفاداها مستقبلًا . من جهتها شجعت ريم اسعد أستاذ الاقتصاد مشاركة المرأة في جميع مجالات البيع وقطاعات التجزئة مثل: الملابس والإكسسوارات والماكياج وغيرها، مشيرة إلى انه من الضروري مواجهة الواقع والاعتراف بأن النسيج المجتمعي تغير وأن للمرأة الحق في الكسب المادي مثل الرجل وبالطرق الحديثة.