رفض الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس خطة وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان لتحويل قطاع غزة إلى كيان منفصل معتبرا أن هدفها "العودة لمؤامرة الدولة المؤقتة". وقال أبو ردينه في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن "هدف خطة ليبرمان تقسيم الوطن الفلسطيني وهي تعني التخلي عن القدس ولذلك نرفضها بقوة لأنها أيضا مخالفة للاتفاقات الموقعة وللشرعية الدولية"، وأضاف "ليبرمان جاء بخطة جديدة قديمة وهي العودة لمشروع الدولة المؤقتة التي رفضناها سابقا ونجدد رفضها باسم الشعب الفلسطيني جميعه". واعتبر أبو ردينه أن الخطة تنهي فرصة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، محذراً أي جهة فلسطينية أو دولية من التعاطي معها "لأنها ضد طموحات شعبنا بالوحدة والحرية والاستقلال ولا تلبي سوى طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرف". فيما قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن خطة ليبرمان بشان قطاع غزة "خطيرة" وتهدف إلى تكريس فصل غزة عن الضفة الغربية، وأضاف البرغوثي في بيان صحفي إن هذه الخطة "محاولة للتخلص من الثقل الديمجرافي الفلسطيني عبر فصل القطاع عن الأراضي الفلسطينية للتخلص من 30 بالمائة من السكان الفلسطينيين خاصة بعد أن أصبح عدد الفلسطينيين المقيمين في فلسطين مساويا لعدد الإسرائيليين"، واوضح أن الهدف من وراء الخطة الإسرائيلية "تحويل الاحتلال الى احتلال بتمويل دولي لإبقاء السيطرة على الأراضي الفلسطينية". وأضاف إن الخطة الإسرائيلية "تهدف إلى تصفية الاستقلال الوطني وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإلقاء العبء على مصر وجعل قضية الضفة سكانا محاصرين في معازل وإلقاء مسؤوليتهم على الأردن". وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشفت أمس أن ليبرمان بلور خطة تهدف إلى رفع مسؤولية إسرائيل عن قطاع غزة بشكل كامل مما يعني تحويل القطاع إلى كيان مستقل ومنفصل تماما. وذكرت الصحيفة أن دوافع وضع الخطة الجديدة ترجع إلى قلق ليبرمان من أن خطة الانفصال عن غزة التي تم تنفيذها في فترة ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرييل شارون قبل خمس سنوات، لم تحظ باعتراف دولي. من جهته أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن تشككه إزاء مقترح نظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بشأن رفع مسؤولية إسرائيل عن قطاع غزة بشكل كامل وتحميل حركة حماس هذه المسؤولية، وقال فيسترفيله أمس على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية المنعقد في مدينة ألماتي بكازاخستان: "إننا لا نريد أن تتعرض فكرة دولة فلسطينية للخطر بأن يتم خلق مناطق مختلفة للدولة وفصلها عن بعضها إلى حد ما وربما جعلها متعارضة من الناحية السياسية"، وأضاف فيسترفيله: "إننا نرى أن هذا لن يؤدي من الناحية السياسية إلى عملية سلام دائم".