منذ أن أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود أمره رقم 5387/م ب بتاريخ 17/4/1426ه بإطلاق (برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي)، أصبح هذا البرنامج أحد الأهداف الرئيسة التي ينوي أغلبية الشباب -والشابات- السعوديين تنفيذها من أجل التطوير التعليمي والنفسي والثقافي أيضًا. وبقدوم الدفعة الأولى من المبتعثين والمبتعثات، أثبت البرنامج فوائده التطويرية والتعليمية العظيمة. ولكن الابتعاث يبقى على مميزاته، يتمتع بسلبيات وعوائق مازالت تجعل بعض الأسر السعودية تمنع أبناءها وبناتها من الابتعاث، وتترك البقية في توجس وخوف طوال فترة ابتعاث أبنائهم. أحد هذه الأفكار هو (اختلاف البيئة الثقافية) بين «المجتمع السعودي» -الأكثر محافظة- والمجتمعات الأخرى (أمريكا الشمالية والجنوبية وأوربا ودول شرق آسيا)، ف«الاغتراب» بحد ذاته يعتبر تجربة قاسية وفريدة، وإن كان هذا «الاغتراب» في بيئة ثقافية تعاكس دوران عقارب البيئة التي نشأ بها الشخص، يصبح احتمال «التكيف الثقافي» صعبًا جدًا، قد يؤدي إمّا إلى انغلاق الشخص على ثقافته، أو «تثاقفه» أي اكتساب ثقافة الآخر. على «وزارة التعليم العالي»، أن تبدأ بالتفكير جديًّا في الابتعاث للجامعات (الأمريكية والبريطانية) الموجودة في دول الخليج والدول العربية، فتلك الجامعات تتمتع بمقاييس جودة عالية تضاهي الدراسة في الخارج، وكذلك تتيح للطلاب والطالبات (التكيف الثقافي) وسط دولة عربية مشابهة للثقافة التي نشأ بها الفرد. على أن يكون ذلك الابتعاث بمختلف التخصصات، فالتنوع في الجامعات والتخصصات ضروري جدًّا لكي يثمر البرنامج بنتائج متنوعة.