قتل ثلاثون شخصا على الاقل بينهم 14 اجنبيا وجرح 42 آخرون في حريق اندلع مساء أول أمس في أحد فنادق مدينة السليمانية شمال العراق. وقال مدير مستشفى السليمانية ريسوت حمه رشيد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء الاقليم برهم صالح ان "عدد القتلى في الحريق في الفندق 30 شخصا بينهم 14 اجنبيا"، واضاف ان "حكومة اقليم كردستان طلبت من السفارات والقنصليات الاجنبية التدقيق معها لمعرفة رعاياها المقيمين في الاقليم". من جانبه، قال صالح بعد تفقده موقع الحريق "انها حادثةانسانية مؤسفة وشكلنا لجنة لمعرفة اسباب الحادث". واكد تقرير طبي لمستشفى السليمانية (270 كلم شمال بغداد)، ان بين القتلى مواطنين من استراليا وبريطانيا وكندا والفيلبين وفنزويلا وسريلانكا وبنغلادش وكمبوديا والاكوادور وجنوب افريقيا ولبنان، دون الاشارة الى عدد ضحايا كل بلد بالتفصيل، واشار التقرير الى ان بين القتلى الاجانب امرأتين. واستطاعت المصادر الطبية تحديد الجنسيات بالاستعانة بممثلي الشركات التي يعمل لديها هؤلاء الضحايا، وفقا لمصدر طبي، وذكرت مصادر طبية في وقت سابق ان بين القتلى اربعة امريكيين بدون الاعتماد على وثائق رسمية، وذكر مصدر طبي الى ان بين الجرحى اثنين من الاجانب احدهما صيني والثاني كمبودي. واعلن رزكار احمد احد مسؤولي دائرة بلدية مدينة السليمانية ان "الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي داخل فندق "سوما" واستمر نحو سبع ساعات حتى تم اطفاؤه". من جهته، قال العقيد اراز بكر مدير الدفاع المدني في السليمانية ان عدد ضحايا الحريق بلغ "30 شخصا قتلوا و42 جريحا بينهم سبعة من رجال الاطفاء"، واضاف ان "معظم القتلى قضوا اختناقا" بسبب الدخان. واكد فاروق ملة مصطفى مدير عام شركة "اسيا سيل" للهاتف النقال في العراق، "فقدنا في الحريق اربعة من مهندسي شركتنا هم فليبينية وكمبودي وسيرلانكي وعراقي"، واضاف "كما جرح اثنان اخران من العراقيين العاملين لدينا". وتعد "اسيا سيل" احدى ثلاث شركات للهاتف النقال في العراق. وقال زريان محمد احد الشهود العيان ان "عناصر الشرطة قاموا بتحطيم زجاج الابواب والنوافذ لدخول المبنى واجلاء الضحايا"، مؤكدا "رأيت نحو عشر جثث بينها امرأة وطفلان"، وقال ميروان سعيد (30 عاما) احد الجرحى وكان في زيارة لاصدقائه في الفندق عند وقوع الحريق، "دخلت النار علينا بشكل مفاجئ فهربنا الى سطح البناية وقفزت الى مبنى مجاور"، واضاف سعيد الذي كان يتحدث من سريره في المستشفى "هربت من الحريق ولكن كسرت رجلاي الاثنتان". واكد شهود عيان ان ثلاثة اشخاص آخرين القوا بأنفسهم من احد طوابق الفندق المؤلف من ستة طوابق في محاولة للنجاة غير انهم قضوا على الفور. ويقع الفندق في شارع سالم احد الطرق التجارية الرئيسية في المدينة، على مقربة من مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وتمثل السليمانية كما هو حال باقي مناطق اقليم كردستان احدى الوجهات المفضلة لدى العراقيين خلال ايام الصيف خصوصا مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة. والسليمانية مركز محافظة تحمل الاسم ذاته وتشكل اضافة لمحافظتي دهوك واربيل اقليم كردستان في شمال العراق الذي يتمتع باستقرار امني كبير ويعد الاكثر جذبا للمستثمرين الاجانب مقارنة بباقي انحاء العراق.