أشار رئيس الهيئة التنفيذية ل«القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى خطورة الأحداث الأخيرة في الجنوب اللبناني على الصعيد الداخلي، وعلى صعيد علاقات لبنان بالمجتمع الدولي، داعياً الحكومة والجيش إلى وضع خطة مستقبلية تلافياً لما حدث. وإذ شدد على ثباته وثبات «القوات اللبنانية» على مواقفها، أكد ان المحاولات الهادفة إلى عزل «القوات» او فك تحالفها مع «تيار المستقبل» ستبوء بالفشل مثل كل مرة. وأكد ان ما حدث في الجنوب «غير مقبول»، وأضاف: «لا نرضى بتحويل لبنان إلى ارض للفوضى». ولفت إلى ان الأهالي في قرى الجنوب، حيث مسرح الأحداث، مؤيدون لحزب الله. وقال: «إذا استعرضنا ما حدث في الجنوب، يتبين ان الدولة تلعب دور الحكم على أرضها، وهذا ما ينتقص من هيبتها، لافتاً إلى ان القوى المشاركة في اليونيفيل، والتي جرى استهدافها، هي صديقة تاريخية للبنان، وسأل: «لماذا نستعديها؟»، وعن المحكمة الدولية والضجة المثارة حولها مؤخراً والربط بين قضية موقوف «ألفا» والقرار الاتهامي المنتظر صدوره، استغرب جعجع «هذه الضجة بشأن القرار الاتهامي ومنطق الهجوم على المحكمة، وكذلك وصف القوات الدولية بالرهائن في حال أدانت المحكمة «حزب الله» .وأضاف: «لا يمكن للبنان ان يستمر دون الجيش. يجب ان تكون الدولة المرجع الأول والأخير، الى ذلك تزايدت المخاوف في لبنان في الأيام القليلة الماضية من تضمن القرار الظني للمحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري المتوقع صدوره في الخريف المقبل، اتهاماً لحزب الله أو لأفراد مناصرين له بالمشاركة في هذه الجريمة وما قد ينتج عن ذلك من تداعيات خطيرة وانعكاس سلبي على مجمل الوضع الداخلي اللبناني . وتزامن هذا الشعور مع الحوادث الأخيرة التي شهدها الجنوب وما تخللها من مواجهات وصدامات جرت بين قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) وبين أهالي عدد من القرى والبلدات الجنوبية أثارهم قيام هذه القوات بمناورة عسكرية تحفظ عليها الجيش، والدخول الى أحياء وأزقة والقيام بتصوير أماكن سكنية ومبانٍ وأفراد لاهداف مشبوهة. وقد سارعت قيادات في قوى 14 آذار الى اعتبار ما شهده الجنوب من «انتفاضة» عدد من ابنائه على قوات «اليونيفيل» خاصة الوحدة الفرنسية فيها، رسالة موجهة من «حزب الله» الى المجتمع الدولي يحذره فيها من مغبة زج اسمه في جريمة اغتيال الحريري وما قد تتعرض له «اليونيفيل» من مخاطر جراء ذلك، فيما اضافت اطراف أخرى في هذه القوى الى التفسير السابق الموضوع النووي الايراني معتبرة ما حصل احتجاجاً على قرار مجلس الأمن فرض عقوبات على طهران وجاء التصريح الذي أدلى به رئيس الأركان للجيش الاسرائيلي غابي أشكنازي قبل يومين عن صدور القرار الظني للمحكمة الدولية في سبتمبر – أيلول المقبل وتوقعه حصول تدهور في الوضع اللبناني ليزيد الأمر تفاقماً. وهذا ما حدا برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في معرض رده العنيف على البيان الأخير للأمانة العامة لقوى 14 آذار الى السؤال عن سبب احجام هذه الأمانة «الخاصة» كما وصفها عن التعليق على ما ادلى به أشكينازي مذكراً بالتقرير الشهير الذي نشر في مجلة «ديرشبيغل» الألمانية في شهر مايو _ ايار العام الماضي وتحدث عن دور حزب الله في اغتيال الحريري. وكان جنبلاط، وخلال لقائه الأول مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد اعلان خروجه من 14 آذار قد ابدى مخاوفه من تسييس المحكمة معتبراً ان ما ورد في «ديرشبيغل» يأتي في هذا الصدد. وفي هذا الاطار كُشِف قبل أيام عن حوار بين رئيس الحكومة سعد الحريري والسيد نصر الله خلال لقائهما الأخير الذي انعقد في شهر مارس – آذار الماضي تطرق فيه الأول الى ما قد يصدر عن المحكمة من قرار ظني يشمل اتهام حزب الله بجريمة الاغتيال عبر افراد او عناصر غير منضبطين الأمر الذي أثار استغراب الثاني مؤكداً عدم علاقة الحزب في هذه الجريمة ومتسائلاً عما سيكون عليه موقف الحريري من هذا القرار. ويشار في هذا الصدد الى انه سبق لنصر الله ان اعلن عن تعاون الحزب مع المحكمة الدولية والتجاوب مع طلبها الاستماع الى افادات عدد من عناصره كشهود محذراً في الوقت نفسه من ان الحزب سيعمد الى اتخاذ موقف آخر في حال بدا له ان هذه المحكمة تتخذ منحى مغايراً لعملها الاساس وهو البحث عن الحقيقة في هذه الجريمة المروعة لا تلفيق التهم عبر شهود زور كما حصل مع الضباط اللبنانيين الأربعة الذين جرى توقيفهم ظلماً وافتراء طيلة ثلاث سنوات وتسعة أشهر.