يواجه قائد القوات الامريكية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس مقاومة كبيرة من الرئيس الافغاني حميد كرزاي لخطة امريكية لمساعدة القرويين الافغان على مقاتلة حركة طالبان بأنفسهم، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس. وكان بترايوس تولى قيادة القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال الذي اقيل بعدما انتقد السلطة التنفيذية في مقابلة مع مجلة رولينغ ستون، واعلن اوباما الشهر الماضي انه سيرسل ثلاثين الف جندي اضافي الى افغانستان في محاولة لدحر طالبان واكد في الوقت نفسه ان الانسحاب من هذا البلد سيبدأ منتصف 2011، واكد بترايوس ان تعيينه لن يؤدي الى اي تغيير في هذه الاستراتيجية. وقالت "واشنطن بوست" ان اللقاء الاول بين بترايوس وكرزاي شهد توترا كبيرا بعد تأكيد كرزاي رفضه الخطة الامريكية لمساعدة القرويين، وتابعت ان فكرة تجنيد القرويين في برامج دفاعية محلية جزء اساسي من الاستراتيجية العسكرية الامريكية في افغانستان، ورفض كرزاي يشكل تحديا لبترايوس، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين كبار ان الولاياتالمتحدة تريد توسيع البرنامج الى حوالى عشرين موقعا جديدا في افغانستان وتأمل في تهدئة مخاوف كرزاي. واضافت ان هذه القضية تتسم بحساسية كبيرة لان تجارب من هذا النوع يمكن ان توجد في افغانستان مزيدا من زعماء الحرب والميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة. من جهة أخرى نفت جماعة متمردة أفغانية أمس ما جاء في تقارير أفادت بأنها نقلت معلومات مخابرات عن حركة طالبان إلى قوات الحكومة والقوات الاجنبية في أفغانستان، وكان الجنرال مراد علي مراد قائد القوات الافغانية في الشمال قال إن مقاتلي الحزب الاسلامي نقلوا للحكومة ولقوات أمريكية معلومات عن أماكن شخصيات بارزة في طالبان بالمنطقة. وقال هارون زرغون وهو متحدث باسم الحزب الذي يقوده رئيس الوزراء الاسبق قلب الدين حكمتيار "هذا جزء من حرب الدعاية التي تشنها الحكومة والقوات الاجنبية ومن يحاولون إثارة خلافات بيننا"، وأضاف عبر الهاتف من مكان غير معلوم "من يفعل ذلك كافر وبالطبع ليس عضوا في الحزب." والحزب الاسلامي واحد من ثلاث جماعات رئيسية تحارب الحكومة والقوات الاجنبية في أفغانستان خاصة في الشرق وفي جيوب بشمال البلاد، والجماعتان الاخريان اللتان يرى فيهما حلف شمال الاطلسي تهديدا أكبر هما حركة طالبان ومعاقلها في الجنوب وشبكة حقاني التي تتركز بشكل أساسي في جنوب شرق البلاد. وفقدت طالبان عددا من قيادييها في الشمال في عمليات شنتها قوات أفغانية وأجنبية في الشهور القليلة الماضية وصرح مسؤولون أفغان بأن هذا الامر نتيجة لنقل مقاتلين في الحزب الاسلامي معلومات عن قياديي طالبان. وبينما يشترك الحزب الإسلامي في بعض الأهداف مع طالبان إلا أنه يقود تمردا مستقلا إلى حد كبير. وفي وقت سابق من هذا العام توغل مقاتلو طالبان في معاقل الحزب الإسلامي في الشمال مما أسفر عن اشتباكات بين الجانبين. وهدأت الاشتباكات فيما بعد لكن مراد قال إن مقاتلي حكمتيار الذين تكبدوا الخسائر الاكبر في القتال يسعون الان إلى الانتقام وينقلون معلومات عن منافسيهم في طالبان.