لم تعد الشهادة الثانوية تكفي كجواز مرور للالتحاق بإحدى الكليات الجامعية كونها كما يرى خبراء التربية والتعليم لم تقس سوى خبرة تعليمية واحدة وهي الاسترجاع، فالطالب طوال العام يحفظ ثم نطلب منه آخر العام أن يأتي ليعيد لدينا ما حفظه دون نقصان، وهم بهذا وأقصد واضعي الخطط والأهداف الإستراتيجية وسياسات التعليم من خبراء في التربية والتعليم لم يقيسوا عن طريق المدارس الثانوية بقية القدرات الذهنية العليا الأخرى من تحليل وتركيب واستنتاج ولم يقيسوا مستوى الذكاء العام لدى الطالب. ناهيك عن فشل بعض الطلاب المتفوقين ذوي المعدلات العالية في الاستمرار في الكليات العلمية كالطب والهندسة مثلاً. فكانت فكرة إنشاء مركز القياس والتقويم الذي يقدم القياسات السيكوموترية والمقصود بها كل ما له علاقة بالذات ويمكن قياسه كميًّا فتقدم اختبار القدرات ويدفع الطالب مقابله مبلغًا معينًا وله أن يعيده أكثر من مرة فليس هناك ما يمنع من دخوله الامتحان وعليه أن يدفع في كل مرة رسم دخول الامتحان. ومع الزمن استطاع البعض وفي الغالب لأهداف مادية تسويقية من جمع تلك الأسئلة أو ما شابهها أو الأقرب لها لتعود في شكل كتاب يحفظه الطالب لكي يدخل يواجهه تلك المثيرات أو الأسئلة التي تطرح والتي تفوق المئات. وهنا استطيع القول: إنه لابد من إعادة النظر في المناهج الدراسية وأقصد تحديدًا (الكتاب المدرسي) ذلك لأن المنهج يتسع ليشمل الكثير من المفردات أو المتغيرات التعليمية من إدارة مدرسية ونشاط مدرسي وبيئة مدرسية وخلافه... بحيث ما يُدرس لطالب مواد يجب أن تحاكي كل القدرات وليس فقط قدرته على الاسترجاع recall ليأتي بعدها الامتحان وهي شاملة في قياسها لكل القدرات المطلوبة التي من خلالها سيحدد أية الكليات العلمية تناسبه. فيصبح اختبار تحصيل وكشف عن القدرات في آنٍ واحد. أمّا بقاؤها بهذا الحال وبهذا الفصل الواضح اختبار يقدمه الطالب في المدرسة لقياس قدراته التحصيلية واختبار آخر خارج بيئته المدرسية يعده المركز المسؤول عن القياس والتقويم لقياس قدراته الأخرى. ويرتكز دور هذا المركز على القياس ولا يقدم أي خدمة للطالب تعينه على تنمية قدراته العقلية والمعرفية. فهذا يعني مزيدًا من التشتت والضياع والعبء المضاعف على الطلاب وأولياء أمورهم والذي قد يصل في معظم الأحوال إلى التركيز وبشكل كبير على اختبار القدرات على اعتبار أنه المحك الحقيقي الذي سينظر له بدرجة أكبر من النظر إلى الاختبار التحصيلي. من المنتظر من الخبراء في مجلس الشورى البحث في مجال معوقات التنسيق بين مؤسسات المجتمع وإيجاد درجة من التناغم بينها بدلاً من التوسع في إنشاء مؤسسات جديدة للتصنيف والقياس تكلف الدولة الكثير من الجهد والمال. ولا تزيد المواطن إلا شقاء وعناء. ** سمعنا أن هناك جهات أخرى ستقوم بإنشاء مراكز أو هيئات لفحص وقياس الشهادات للمتقدمين ولمن هم على رأس العمل من ذلك وزارة التربية والتعليم! والله أعلم. مسفر يحيى القحطاني - الطائف ------------------------------ حفلات المدارس انتشرت في السنوات الأخيرة، وفي مدارس البنات تحديدا، ظاهرة شملت جميع المراحل، كنت أظنها قد اختفت، أو على الأقل خفت، وبدأت تتلاشى، ولكن ما نشاهده هو العكس، فالظاهرة في تزايد، وكانت في الماضي، مقتصرة أو محصورة في المدارس الثانوية، ولكنها امتدت لتشمل المدارس المتوسطة والابتدائية، وأعني بها حفلات التخرج، التي تقيمها بعض المدارس، في نهاية العام، للطالبات الناجحات، أعلم أن إقامة وتنظيم مثل هذه الحفلات، برغم ما يبذل فيها من تعب وجهد من قبل مديرة المدرسة والمعلمات، إلا أنها تبعث في نفوس الطالبات الفرح والسرور والبهجة. ولكن لننظر ونتناول الموضوع من جانب آخر، ولنتكلم بوضوح وصراحة، بعيدا عن هذه العواطف والمشاعر . فالحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها ويعلمها الكثير منا، بما فيهم المسؤولون في وزارة التربية والتعليم، أن هذه الحفلات، تحرج بعض الطالبات، وتحرج بعض أولياء الأمور مع بناتهم، بمعنى أن بعض الآباء لا تسمح ظروفهم المادية الصعبة، ورواتبهم المتدنية من شراء ملابس ومستلزمات الحفلة التي تحددها المدرسة. فقد تجده لا يملك هذا المبلغ، بل هو في أمس الحاجة له لتوفير أشياء أخرى ضرورية، وأحيانا يصادف ويكون للأب أكثر من بنت وجميعهن لديهن حفلة تخرج، بمعنى بنت في الصف السادس وأخرى في الصف الثالث المتوسط أو الثالث ثانوي، عندها تكون المشكلة أكبر، ويكون الأب في موقف صعب لا يحسد عليه، فهو من جهة لديه الرغبة في توفير طلبات ابنته، لتكون كبقية زميلاتها ولا يريد حرمان ابنته من هذه الفرحة، لكن في نفس الوقت لا يتوفر معه قيمة ملابس ولوازم الحفلة، فظروفه المادية لا تسمح، ويعيش الأب هذه اللحظات الصعبة، يعتصره الألم، ألم الشعور بالعجز والحرمان بسبب الفاقة والظروف المادية الصعبة التي كتب وقدر الله له أن يعيشها، ألا يكفي طلبات المدارس أو طلبات بعض المعلمات التي لا تنتهي طوال العام الدراسي ؟ وهذه الطلبات تثقل كاهل أولياء الأمور، لتأتي هذه الحفلات لتزيد الطين بلة ؟ إذا كان ولابد من هذه الحفلات فدون أن يشترط على الطالبة لبس معين أو طلبات أخرى لا داعي لها. لماذا لا تكون بلبس المدرسة؟ هذه الملاحظة أضعها أمام نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات الأستاذة نورة الفائز . وأتمنى أن تحظى باهتمامها ومتابعتها . تقبلوا تحياتي . عبدالله حسن أبوهاشم - ضباء