انهمرت مزيد من الدموع بشكل موحش في كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا عندما سار مهاجم باراجواي أوسكار كاردوزو على نفس درب المهاجم الغاني أسامواه جيان وأهدر ضربة جزاء في المباراة أمام أسبانيا في جوهانسبرج مساء أمس السبت في دور الثمانية للمونديال. وظهرت علامات الذهول على كاردوزو مهاجم بنفيكا في نهاية المباراة التي خسرتها باراجواي صفر/1 أمام أسبانيا على ملعب اليس بارك، لمعرفته بأن ضربة الجزاء التي أهدرها في الشوط الثاني ربما كانت ستغير نهاية مصير بلاده في رحلة كأس العالم. ومثلما فعل جيان في الليلة السابقة، كان بإمكان كاردوزو أن يسجل إنجازا تاريخيا في عالم الساحرة المستديرة لبلاده، التي لم يسبق وأن صعدت إلى دور الثمانية فما بالك بالمربع الذهبي. وسجل كاردوزو ضربة الجزاء التي كفلت الفوز لبلاده بشكل هادئ في مرمى اليابان في دور الستة عشر ، ولكن هذه المرة قفز الحارس الأسباني إيكر كاسياس صوب الناحية اليسرى ليتصدى بنجاح لضربة الجزاء القاتلة. وعلى ملعب سوكر سيتي يوم الجمعة الماضي، أهدر جيان الذي سجل هدفين من ركلتي جزاء في هذا المونديال، ضربة جزاء في الثانية الأخيرة من الوقت الإضافي للمباراة أمام أوروجواي، ليقتل حلم غانا في العبور إلى المربع الذهبي. واكتفى كاردوزو بمشاهدة ديفيد فيا يخطف هدف الفوز لأسبانيا قبل سبع دقائق على النهاية، محرزا خامس أهدافه في البطولة، وعندما أطلق الحكم كارلوس باتريس من جواتيمالا صافرة نهاية المباراة انهمرت دموع كاردوزو «27 عاما» وحاول زملاؤه احتواءه أثناء سيره شاردا في منتصف الملعب، بعد أن خلع قميصه فوق رأسه ووضعه في فمه وركع كاردوزو على ركبتيه بعد أن أهدر ضربة الجزاء، وعلى الفور تعرض فيا للعرقلة داخل منطقة الجزاء ليحتسب باتريس ضربة جزاء لأسبانيا. وحل نيلسون فالديز محل كاردوزو في الركوع خارج منطقة الجزاء أثناء تنفيذ تشابي ألونسو ضربة الجزاء وتسجيلها في المرمى، ولكن الحكم أشار بإعادة ركلة الجزاء بعد دخول أحد لاعبي أسبانيا منطقة الجزاء أثناء تنفيذ الركلة ولكن هذه المرة تصدى حارس باراجواي جوستو فيلار لضربة الجزاء. سيكون على كاردوزو أن يفعل المثل حسبما نصحه المدرب جيراردو مارتينو بعد أن هدأت أجواء الحزن في الفريق. وقال مارتينو «سيعرف ويفهم أن هذا تاريخ في كرة القدم، اللاعبون الذي يتحملون مسؤولية تسديد ضربات الجزاء يعرفون أن هذا يمكن ان يحدث». وأضاف «جميعنا احتضنه بعد الهدف الأخير، والآن الأمور تغيرت، يشعر بحالة شديدة من السوء اليوم، ولكن في الوقت المناسب سيصبح الأمر مجرد ذكرى».