وعادت المنتخبات الكروية الخارجة من مونديال إفريقيا إلى بلدانها تجر أذيال الخيبة لتجد بانتظارها لجان تحقيق ومحاكمات.. بلاتر رئيس الفيفا ورجل الشبهات حاول أن يتدخل بحجة عدم الخلط بين السياسة والكرة لكن عبثا ضاعت جهوده كلها.. فهذه البلدان التي أنفقت مليارات من خزائنها على المدربين والمعسكرات الداخلية والخارجية...لديها أسئلة وتحقيقات ومسؤوليات من المفترض أن يجاب عليها..فرنسا..ايطاليا.. انكلترا.. ومؤخرا البرازيل. وحدهم أعضاء المنتخب الجزائري نجوا من مساءلات كهذه.. ليس هذا فحسب بل إن ارض المطار غصت بالجماهير التي صفقت وهللت ورشت الورود فيما كان كبار المسؤولين الجزائريين بانتظار اللاعبين. مع الأخذ بالعلم إن الجزائر..لم تسجل ولا هدف.. ولم تخرج بظلم تحكيمي كما ايطاليا وانكلترا.. وسجلت رقما قياسيا في البطاقات الحمر.. و........ و.. و برغم هذا كله حدث ما شاهدناه جميعا ، ولكن لماذا ؟ لأننا عرب...أجل لأننا عرب ولا شيء آخر ، من سنين طويله والعرب يتجرعون الهزيمة.. ويدمنون الانكسار.. ويستعذبون الذل.. والتاريخ أكبر شاهد لما حدث لهم وما نتج من إفرازات وعصارات تشتت وعدم ثقه بالحكومات وبالأوطان وحتى بالأديان إلى أن وصلوا إلى عدم الثقه بأنفسهم وبقدراتهم ، فلم يكن أمامهم من سبيل آخر كي يتوازنوا.. إلا بصنع أبطال من ورق وانتصارات من سراب.. فترانا نصفق لحكم سعودي في أرض الملعب ولو كان على خط التماس أو حتى حكم رابع.. ولاعب ننسبه إلى أصل عربي ولو اضطررنا إثبات ذلك بالعودة إلى ثلاثة جدود فما بعد.. وآخر نفاخر بأنه أعلن إسلامه ولو كان هذا الإعلان لكونه مضطرا للزواج بمسلمة كما تجري العادة.. والمشكلة تتعدى مضمار الكرة لتصل إلى كل مفاصل الحياة تقريبا.. وإلا كيف نفسر وجود شريط إخباري يتكلم عن جراح ألماني من أصل عراقي فعل كذا وكذا..و مطربة من أصل مغربي عربى أخذت جائزة كذا وفي كل خبر يكون التركيز على كلمة العربى، أو المسلم هى صلب الإعلان ، فإلى ماذا يدل هذا ؟ ألا يدل على البحث عن الهويه والانتماء المفقود ؟ ألا يدل على أننا بحاجه كعرب ومسلمين إلى أرضيه صلبه تسندنا ونثق بها تعيد التوازن لنا؟ ولكن للأسف ما نبحث عنه لن يسمن ولن يغنى عن جوع؛ لأن البحث يتم بطريق خاطئ، فالبحث يجب أن يتم من الداخل، نعم من داخلنا كأفراد فقوتنا وعزيمتنا وتميزنا هى من تصنع الأبطال الحقيقيين، وبنا تتباهى العروبة، وبنا يعز الدين. الرسول محمد (افضل الصلوات عليه) عزز العروبه بانتسابه لها، وعمر بن الخطاب عزز الدين حين أسلم ختامًا - السر فينا نبحث عنه بداوخلنا، ونعلّمه لأبنائنا حتى نعيد للعروبة مجدها وللدين تاريخه المشرق، فتتباهى بنا الشعوب..