عند نشر هذا المقال ستكون نتائج مباريات الدور ربع النهائي قد عُرفت وكذلك هوية الفرق الأربعة المتأهلة للدور نصف النهائي. ما يهمني في هذا المقال هو الحديث عن حظوظ الألمان والهولنديين في الفوز باللقب. فمع احترامي الكامل لمنتخب ألمانيا فإنني لا أرى بأنه يمتلك المقومات المطلوبة للفوز باللقب حتى لو كان قد أحدث المفاجأة وأقصى منتخب الأرجنتين في المباراة التي تُلعب وقت كتابة هذا المقال. ونتيجة الألمان ضد الإنجليز يجب ألا تخدعنا ولا تخفي عنا حقيقة أن المنتخب الألماني لا يمتلك الخبث التكتيكي أو النضج الكافي للفوز باللقب. هذا عدا عن خلو المنتخب الألماني من أصحاب المواهب الرفيعة القادرة على الحسم. لقد كانت النتيجة المدوية والعرض الرائع الذي قدمه الألمان ضد الإنجليز مجرد انعكاس للفارق بين روح التحدي التي يمتلكها الإنسان الألماني مقارنة بنظيره الإنجليزي، ولم تكن انعكاسا للفوارق الفنية بين المنتخبين. الفريق الذي أرى أن العالم لم يُقدِّر بعد خطورته هو الفريق الهولندي. هذا الفريق يمتلك من الصبر ما لا يمتلكه فريق آخر في البطولة. وهذا العنصر بالإضافة إلى الخبث التكتيكي والقدرة على التحكم في إيقاع اللعب، هي العوامل التي جعلت الهولنديين يتأهلون لدور ربع النهائي ومن ثم نصف النهائي مع الاحتفاظ بالجزء الأكبر من مخزونهم البدني والفني. الأهم هو أن المدير الفني الهولندي مارفيك تفطّن لخطئه السابق الذي تَمثَّل في الإصرار على مشاركة فان دير فارت إلى جانب شنايدر. في المباراة الأخيرة احتفظ مارفيك بفان دير فارت ضمن الاحتياطيين، مما حرر شنايدر ومنحه الفرصة كاملة في صناعة اللعب. وفي رأيي أن مارفيك مطالب باتخاذ خطوة شجاعة أخرى تتمثل في منح الثقة لرأس الحربة هانتلر على حساب النجم فان بيرسي. وفي رأيي أن الكأس لن تخرج عن اثنين هما: الأرجنتين وهولندا.