ما إن انتهت أزمة بيع مقر نادي مكة الثقافي الأدبي القديم بالعزيزية الواقع بطريق مكة/جدة السريع وديًا، وبيعه لأحد المستثمرين بمبلغ (14) مليون ريال؛ حتى تفجّرت الأزمة مرة أخرى بعد رفض كتابة عدل الأولى بمكةالمكرمة استكمال إجراءات إفراغ مقر النادي؛ بحجة عدم وجود نظام ينص على كيفية إجراءات إفراغ ملكيات الأندية الأدبية، رغم أن وزارة الثقافة والإعلام وجّهت خطابًا لوزارة العدل يفيد بالموافقة على بيع مقر النادي. هذا الموقف الجديد دفع بالمستثمر إلى التهديد بالتراجع عن الشراء ما لم يتم استكمال إجراءات الإفراغ، معطيًا النادي مهلة لأيام معددوة. وأوضح مصدر مسؤول بأدبي مكةالمكرمة أن النادي بات يواجه عدة مآزق بسبب ممتلكاته التي يرغب في بيعها لبناء مقره الجديد الواقع على الطريق الدائري الثاني بجوار المحكمة العامة، لافتًا إلى أن كتابة عدل مكة وضعت عدة عراقيل لمنع النادي من الحصول على حقوقه المشروعة؛ منها رفض إفراغ أرض النادي الممنوحة له من أمانة العاصمة المقدسة نظامًا دون إيضاح الأسباب والمبررات، متهمًا “أيادي خفية” تعمل في الظلام لإفشال خطط بناء المقر الأنموذجي المقترح للنادي، والذي سيحقق طموحات الأدباء والمفكرين وأهالي مكةالمكرمة. وأشار المصدر إلى أن وزارة الثقافة والإعلام وجّهت خطابًا واضحًا وصريحًا حول نظامية إجراءات بيع مقر النادي في العزيزية، وطالبت بضرورة إكمال الإجراءات حتى يبدأ النادي في بناء مقره الجديد، خاصة وأن جميع التراخيص جاهزة والتصاميم مكتملة.وحول مصير أرض النادي الواقعة على طريق مكة/جدة السريع أوضح المصدر أن مجلس إدارة النادي أنهى إجراءات الخلاف القائم مع الشيخ مشعل الزايدي، ممتدحًا موقف الزايدي إخوان من القضية، مبينًا أنهم تنازلوا عن الدعوى المقامة بدون مقابل، وأبدوا استعدادهم لتقديم كل دعم للنادي، مشيرًا كذلك إلى أن أدبي مكة أرجأ طرح الأرض للبيع في المزاد العلني بسبب العراقيل الكبيرة التى تواجه عملية إفراغ موقع النادي بالعزيزية. وعاد المصدر إلى القول: “إن النادي يريد بيع المقر الحالي الواقع في قلب حي العزيزية بالإضافة لأرض أخرى يملكها تقع أمام مواقف السيارات على طريق مكةالمكرمة/ جدة السريع، وبقيمة البيع من الأرضين يتم بناء الموقع الجديد الواقع على الطريق الدائري جوار المحكمة العامة، ومساحته 10 آلاف متر مربع، وقد تم الانتهاء من التصاميم وأخذ التصاريح اللازمة”. مضيفًا: “لا يوجد أمامنا خيار آخر لتطوير النادي وبناء المقر سوى بيع المقر الحالي الواقع بالعزيزية والأرض الأخرى. مع الإشارة إلى أن مقر النادي بالعزيزية ليس قائمًا على أرض وقف إطلاقًا، وقال: إن المبنى الجديد للنادي سيقام على الطريق الدائري الواصل بين جدة والطائف وعلى مساحة تُقدّر ب 10 آلاف متر مربع، ويحتوي المشروع على 3 مبان، منها المبنى الرئيسي المكون من طابقين، ويضم كافة أنشطة النادي والمكاتب الإدارية والمكتبة ومسرحًا للرجال والنساء حيث خُصص الجزء الأسفل من المسرح للرجال والجزء العلوي للنساء من خلال مدخل مستقل، كما يضم صالة متعددة الأغراض؛ لإقامة المعارض التشكيلية والدورات المتخصصة في الخط العربي، وقد روعي في التصاميم إمكانية الاستفادة من طابق في البرج الفندقي؛ ليصبح مركزًا متطورًا تحت مسمى أكاديمية الخط، وهو الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية. وفي اتصال هاتفي ل(المدينة) برئيس كتابة عدل الأولى الشيخ تركي بن عوض الأحمدي أوضح أن نظام الأندية الأدبية لم ينص على التملك والتصرف في الأملاك؛ ولذلك رفعت الأوراق لوزارة العدل لطلب التوجيه حيال ذلك. من جهة أخرى أكد أكاديميون وأدباء ومثقفون حاجة مكةالمكرمة لنادي أدبي أنموذجي لإقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة، حيث يشير الدكتور إبراهيم محمود فلاته الأستاذ بكلية التربية بمكةالمكرمة أن مكة تحتاج لصرح علمي أدبي عملاق يتفق ومكانتها كأم القرى إلى جانب أن مكة تسعى لتطبيق رؤية صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل نحو مكة للعالم الأول، وهذا لا يتحقق إلا بوجود مشروعات عملاقة تضاهي المشروعات العالمية. فيما طالب الدكتور فيصل الشريف عضو المجلس البلدي بمكةالمكرمة بتضافر الجهود بين كافة أفراد المجتمع المكي لتحقيق رؤية وطموحات القيادة في إنشاء صروح أدبية وثقافية تخدم المجتمع عامة ومكة خاصة، ويقول الدكتور عدنان الحارثي عميد شؤون المكتبات بجامعة أم القرى: “ينبغى أن نعترف أن النادي الحالي لا يليق بمكانة مكة، وفعلًا نحتاج لمقر أنموذجي عالمي يمثّل نادي مكة الأدبي؛ ولهذا فالخطوات التي اتخذها مجلس الإدارة لتطوير مرافق النادي يجب أن تدعم من المجتمع المكي.