نشرت صحيفة “جيروساليم بوست” العبرية مقالًا لمستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون المسلمين داليا مجاهد أكدت فيه صدور دراسة قام بها معهد جالوب توضح أن وجود تحيز لدى الفرد الأمريكي ضد اليهود يجعله أكثر قابلية للتعبير عن تحيزه ضد المسلمين. وقالت الصحيفة: اتجاه الشعب الأمريكي للانفتاح على المسلمين سيكون هو العامل الرئيس في تحديد نجاح المبادرة التي تبناها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الترابط العالمي, خلال خطابه الشهير في جامعة القاهرة في يناير من العام الماضي، عندما دعا لبداية جديدة مع العالم الإسلامي. وسيعتمد هذا التغيير المطلوب على طريقة تفكير الأمريكيين, ومن ثم يصبح فهم تصورات الأمريكيين عن الإسلام والمسلمين أمرًا ضروريًا. وفي هذا الصدد هناك مجموعة من التساؤلات التي تنشأ مثل: معرفة الأمريكيين عن الإسلام والمسلمين، والخصائص التي تتسم بها صورة المسلم في عقول الأمريكيين، إضافة إلى المسببات التي تجعلهم أكثر قابلية للتعصب أو التسامح. ومضت الصحيفة قائلة: هناك دراسة جديدة صادرة عن مركز جالوب، تسلط الضوء على الواقع، من خلال تحليل نتائج تلك الدراسة التي تنقسم لعدة نتائج. فأول نتائج الدراسة توضح بما لا يدع مجالًا للشك أن الأمريكيين أكثر قابلية للتحيز ضد المجتمعات المسلمة مقارنة بغيرهم من المجتمعات الدينية الأخرى، فقد اعترف حوالي 43% ممن شملتهم الدراسة أنهم يشعرون بنوع من التحيز ضد المسلمين، وهو ضعف عدد من عبر عن وجود تحيز لديه تجاه اليهود أو البوذيين أو المسيحيين. وأن وجود تحيز تجاه اليهود يجعل المرء قابلًا للتحيز ضد المسلمين، ومن العوامل التي تمت دراسة تأثيرها على أفكار الأمريكيين عن المسلمين: العمر والمستوى التعليمي والتصورات المسبقة، ووجد أن العامل الأقوى ارتباطًا بوجود تحيز ضد المسلمين لم يكن التعليم أو المعرفة المسبقة بالمسلمين أو الموقف من الإسلام، بل كان في وجود تحيز ضد اليهود. كما كشف الاستطلاع أن وجود قدر من التدين لدى المسيحيين يجعلهم أكثر قابلية للتسامح مع غيرهم وأقل قابلية للتعبير عن تحيزهم ضد المسلمين بمقدار النصف، وأن من يحضر منهم القداس بالكنيسة بانتظام لا يكون لديه استعداد للإحساس بمشاعر سالبة ضد المسلمين. كما أبانت الدراسة أيضًا أن التعصب ضد المسلمين ليس له علاقة بالفهم الصحيح للإسلام أو بالمعرفة اللصيقة بالمسلمين، وأن الأمر لا يعد أن يكون أفكارًا مسبقة. وهو ما يرفع من احتمال تأثر هؤلاء بالدعاية السالبة ضد المسلمين أو بالحملات التي تشنها بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن الإسلام، غير أن بعض الأمريكيين الذين يحملون تصورًا إيجابيًا عن الإسلام تأثروا بالمسلمين. وتطرقت الدراسة إلى جزئية مهمة وهي أن التعصب الذي يكنه كثير من غير المسلمين ضد الإسلام مرده إلى اعتقادهم الخاطئ بأن الإسلام لا يقر المساواة بين الرجل والمرأة، وأنه ظلمها وأفقدها حقوقها، في الوقت الذي تؤمن فيه أكثرية المواطنين في الدول ذات الأغلبية الإسلامية أن الرجل والمرأة يجب أن يحظيا بحقوق قانونية متساوية. وبرغم ما يبدو أنه نتائج سلبية يشير الاستطلاع إلى أن آراء الأمريكيين عن الإسلام والمسلمين قد تحسنت بشكل عام خلال العامين الماضيين، علاوة على ذلك يرى سبعة من كل عشرة أمريكيين تقريبا أن التفاعل المتزايد بين الغرب والمجتمعات المسلمة له فوائد عديدة. وأن التحيز منحصر في مجموعة واحدة، ومن ثم فإن من شأن خلق فرص لشراكة أكبر بين الأديان أن يساعد على تكوين خطاب في هذه القضية. وفي الختام، يمكن القول: إن أغلبية الأمريكيين ومسلمي العالم يفضلون الانخراط في علاقات مشتركة بدلًا من العزلة؛ وهي العملية التي بدأت من الولاياتالمتحدة.