أكد مسؤولون فلسطينيون وخبراء مصريون أهمية الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولقائه برئيسها باراك أوباما، كونها ستضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته فيما يخص القضية الفلسطينية، وتضع النقاط على الحروف، إثر تجاوز إسرائيل لكافة الخطوط. وقالوا إن لديهم قناعة بأن انعكاسات أي حركة أو جولة لخادم الحرمين سيكون لها مردود إيجابي على القضية الفلسطينية. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية السفير محمد صبيح إن القضية الفلسطينية تمثل محورا هاما لخادم الحرمين سواء مع القادة العرب أو في الخارج، مشيرا إلى أن ما يعزز الدور السعودي هي العلاقة التاريخية التي تربط السعودية بالقضية الفلسطينية، وقال إن المملكة كانت نصيراً دائماً للشعب الفلسطيني، وإن القضية الفلسطينية هي محور اهتمام المملكة، مشيراً إلى أن القضية تقع في قمة أولويات خادم الحرمين ويخضع ملفها لإشراف ومتابعة خاصة من وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، فيما يمارس الدبلوماسيون السعوديون بصفة عامة جهوداً مستمرة لنصرة القضية الفلسطينية. وأوضح صبيح أن الدبلوماسيين السعوديين هم أكثر الدبلوماسيين العرب حرصاً على مناقشة القضية الفلسطينية في أي مناسبة تتاح لهم لأجل حشد المزيد من التأييد العالمي لقضية الأمة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الآن ومحاولات القضاء على عملية السلام. وقال صبيح إن الزيارة تهدف إلى وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ووضع النقاط على الحروف، خاصة إثر تجاوز إسرائيل لكافة الخطوط إزاء تلك القضية. مشيرا إلى قناعته بأن أي حركة أو أي جولة لخادم الحرمين سيكون لها مردود ايجابي على القضية الفلسطينية. من جهته، أكد ممثل فلسطين في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية السفير سعيد كمال أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى الولاياتالمتحدة تأتي في ظل أخطار تهدد القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وتأتي منسجمة مع السياسة الخارجية للمملكة تجاه قضية فلسطين وقضية القدس، وقال إن تحرك خادم الحرمين يأتي منسجماً مع دور المملكة الخارجي، كما أنها تأتي لاتخاذ موقف حاسم إزاء العدوان الإسرائيلي وما ترتكبه الأخيرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، منوهاً بأن المبادرة العربية للسلام والتي كان قد طرحها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت 2002م هي الفرصة الأخيرة لإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي، وبأنه لا بد من الانسحاب الإسرائيلي الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف أن نتائج هذه الجولة ستكون إيجابية بلا شك بعد أن أخذ خادم الحرمين على عاتقه خدمة قضية فلسطينوالقدس، حيث أصبح الملك عبدالله ناطقاً باسم العرب جميعاً، وأنه على الجميع الإصغاء له. إلى ذلك، أوضح سفير فلسطين في القاهرة بركات الفرا أن زيارة خادم الحرمين لواشنطن جهد سعودي مشكور ومتواصل لجلب الدعم الدولي لقضية فلسطينوالقدس، خاصة في هذا التوقيت الذي تتعرض فيه الأراضي الفلسطينية لأخطار لم يسبق أن تعرضت لها بسبب الصراع الداخلي، الذي حاول خادم الحرمين الشريفين تفاديه من قبل بإنهاء الخصومة الفلسطينية بشكل عام. وقال إن الزيارة لواشنطن تأتى في وقت مهم للقضية، لذلك يجيء تحرك خادم الحرمين الشريفين مهما في ظل هذه الظروف. وأضاف أن الدعم السعودي المتواصل للقضية الفلسطينية ومقدساتها كان دائما في عقل وقلب خادم الحرمين. من جانبه قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير احمد الغمرى إن مواقف خادم الحرمين تؤكد للجميع أنها ثابتة ولا تغيرها المصاعب، مشيرا إلى إن زيارته إلى الولاياتالمتحدة هدفها حل قضايا الأمة العربية سواء الوضع في العراق أو لبنان أو السودان أو الوضع في فلسطين انطلاقاً من ثقلها الديني والسياسي والاقتصادي. وقال الغمرى إن قضية القدس شكلت له محوراً مركزياً في السياسة الخارجية السعودية، ولعل مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالدعوة إلى الحوار بين الفصائل الفلسطينية في مكةالمكرمة لم تكن الأخيرة بل سبقتها مبادرته للسلام حينما كان ولياً للعهد والتي تبنتها قمة بيروت العربية لتوفير السلام العادل مقابل الانسحاب الكامل.