إذا كان الهدف الأول من زيارة خادم الحرمين الشريفين لكندا التي يدشن بها جولته الخارجية الجديدة المشاركة في قمة العشرين والتأكيد على الموقع المتميز الذي أضحت المملكة تحتله على الخريطة الاقتصادية العالمية ، فإن هنالك أهدافا أخرى لا يمكن إغفالها ، لعل أهمها الرسالة التي يحملها -حفظه الله- في كل زياراته عبر العالم والتي يؤكد فيها على المبادئ السامية والمثل العليا التي تؤمن بها مملكة الإنسانية المستمدة أساسًا من الدين الإسلامي الحنيف والتي تتمحور حول قيم العدل والتسامح والوسطية والاعتدال ، إلى جانب حمله في كافة تلك الزيارات لهموم أمته العربية والإسلامية والانتصار لقضاياها والدعوة إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة في إطار الشرعية الدولية وما تضمنته من قرارات وما تمخض عنها من مبادرات في مقدمتها المبادرة العربية للسلام. خادم الحرمين الشريفين من خلال انجازاته ومبادراته السياسية والإنسانية داخل بلاده وخارجها أصبح شخصية معروفة لدى القاصي والداني بما يحظى به من احترام وتقدير على كافة المستويات الشعبية والرسمية لا سيما في ظل ما حققه لوطنه من قفزة نوعية في كافة المجالات خاصة في مجال الاقتصاد المعرفي. اليوم تواصل المملكة رسالتها ودورها في قمة العشرين من خلال مشاركة خادم الحرمين الشريفين في تلك القمة بهدف تعزيز الجهود من أجل التخفيف من حدة الأزمة المالية العالمية لا سيما في ظل التحديات الجديدة على إثر التحسن النسبي الذي تحقق منذ قمة لندن ، وهو ما يتمثل بشكل خاص في الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها اليونان وتنتقل عدواها بسرعة إلى العديد من دول القارة الأوروبية ، بما يتطلب بذل المزيد من الجهود من قبل مجموعة العشرين لضمان استقرار أسواق العمل والعملة وحركة التبادلات التجارية حول العالم. مشاركة المملكة في القمة من هذا المنطلق تعتبر تأكيدًا جديدًا على مكانتها الاقتصادية المتنامية وحرصها على تعزيز روابط التعاون الدولي؛ سعياً لإخراج العالم من أزمته الاقتصادية وعودة الانتعاش للاقتصاد العالمي بما يعود بالنفع على كافة دول العالم لا سيما الدول الفقيرة ، وهو ما يحرص عليه خادم الحرمين الشريفين ويسعى إلى تحقيقه في كافة زياراته وجولاته.