معالي الدكتور بكري عساس اولاً أبارك لكم الثقة الملكية الغالية بتعيينكم مسؤولا لصرح علمي عريق بمكة المكرمة- هذ الصرح هو جامعة أم القرى، ثانيا جاءت كلماتك وعباراتك لتعبر عن هذه الثقة العزيزة واهتمامك بأن هذه الجامعة سوف تشهد ضمن مسيرتها التنموية مالم تشهده من قبل، فدعني يا دكتور بكري أوجه رسالتي هذه الأخيرة لهذا الصرح المكي العريق والذي ترأس فيه رأس الهرم، وسوف تتضمن رسالتي العديد من النقاط فأنتم خير من يقدر النقد البناء الذي هو للإصلاح وليس لإشاعة سمعة غير سوية أو إبداء السلبيات فقط ونحن متفقون أنّ كتم الأصوات نتيجة نبرتها الحادة سوف يؤدي إلى إيقاف المصالح إضافة إلى أن صوغ العبارات بطريقة فضفاضة بكبرياء دون مراعة للآخرين يعتبر من المفارقات ويمثل ضيقا نفسيا والواقع أمامنا لا يسر. أعتقد بل أجزم يا معالي الدكتور أن هناك فجوة مؤرقة وكبيرة بين المجتمع المكي وهذه الجامعة ماهي اسباب ومبررات هذه الفجوة؟ لا ندري ولكن تتمثل المحاور في غياب الجامعة عن المحافل والمناسبات الثقافية والعلمية وغياب الجامعة عن الحياة الاجتماعية وسبق أن قلنا إن الجامعة قبل عشرين عاما كان لها حضور ملفت وفي طليعة الركب وكان لها قطف الكثير من ثمرات الحضور وكانت بهذا الحضور تعي أنها رمز أكاديمي لها كيانها بحكم موقعها الذي تحتله في اطهر بقاع الأرض بل كانت متميزة في عطائها، فدعني يا معالي الدكتور اكمل سؤالي الذي أسهبت فيه حتى ظن من ظن أنني ضد هذا الصرح، ماذا يحصل داخل أروقة جامعة أم القرى حتى تبتعد عن المشهد بكل مجالاته حتى إن كثيرا من المنابر بدأت بل أخذت الأدوار التي من المفترض ان تقوم بها الجامعة، فما عساني أن أقول هل هذا البعد وهذه الفجوة سببها الصراعات أو الخلافات المرتبطة بالأشخاص.؟ النقطة الثانية يا معالي الدكتور وهي الأهم وهي التي أصلت عدم الوفاء وكأن في الأمر ما يدق ناقوس الخطر مما يؤسس لبذرة خبيثة فيصبح المستقبل مظلما ومليئا بالمخاوف لن أطيل في تطويع الكلمات ولكن رغم الاحباط مازالت هناك لمحة من التفاؤل أمام عيني، فقد أسهبنا في هكذا موضوع ولكني أبعث رسالتي الأخيرة لكم يا معالي الدكتور ويحدوني الأمل الأخير وهذا ما دفعني للكتابة.. والمضمون هو تجاهل وإقصاء الرواد والمفكرين والعلماء والمثقفين والباحثين برابط الصراع والخلافات الشخصية، فقد كانت هناك مبادرة خرجت من رحم جامعة أم القرى وهذه المبادرة تمثلت في لجنة تكريم الرواد. وبدأت برنامجها إبان رئاسة معالي الدكتور الصالح لتكريم العديد من المفكرين والرواد وتوقف التكريم عند محمد عبدالرزاق حمزة، والاستاذ عبدالله عريف، والشيخ حسن مشاط، وكتبنا حتى تعود هذه اللجنة وحتى نعرف صنائعهم وتخليدا لآثارهم ووفاء وعرفانا لذلك الجيل، ويشمل التكريم رموزا علمية وعلماء، وقلنا يعد هذا عملا نبيلا لجيل قدم عصارة جهده وأفكاره ونذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وكانت اسهاماتهم متميزة في وضع لبنات النهضة الأدبية والاجتماعية، وتابعنا تكريم كثير من النماذج العلمية من أمثال العلامة عبدالله بن حميد، والأديب الرائد الاستاذ محمد سعيد عبدالمقصود خوجة. والشيخ عبدالله الخليفي والاستاذ صالح جمال، وكانت كتاباتنا على مدى الفترات الماضية بأن تعود هذه اللجنة ولكن لا حياة لمن تنادي.. وعدم الاستجابة افقدتنا الثقة في عودة اللجنة، وأنا أعتقد بأن عدم الاستجابة سببه الصراع الداخلي وعدم فهم المعنى الحقيقي للتكريم وأنه يشكل نقطة مفصلية في اهتمام ورعاية الدولة. معالي الدكتور بكري عساس أنا لا أطرح هما فرديا فهذه رسالتي لكم والأمل، يحدونا بأن يعود هذا البرنامج وأن تعود تلك اللمسة المغلفة بالوفاء من هذا الصرح المكي وأنت تشهد يامعالي الدكتور صفحة من صفحات الإبداع والشموخ لهذا الوطن.