أشارت مجلة تايم الأمريكية في مقال نشرته يوم 5/6/2010م إلى شعور قطاع كبير من مواطني الدول الإسلامية بأن آمالهم التي علقوها على الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد خابت بعد مضي أكثر من عام على خطابه الشهير من جامعة القاهرة، الذي وعد فيه بإيجاد حل عادل لمشكلات العالم الإسلامي وعلى رأسها قضية فلسطين، لذلك يشعر كثير من العرب والمسلمين أن أوباما خذلهم وليس إلا امتدادًا لغيره من رؤساء الولاياتالمتحدة السابقين، تناولت بعض الصحف الأمريكية العلاقة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي بالنقد والتحليل. وتقول مجلة تايم: أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب أن نظرة المسلمين الإيجابية للولايات المتحدة، التي سادت مع قدوم أوباما سرعان ما تراجعت وتردت مرة أخرى في دول عديدة. وتسود في هذه الدول موجة من الغضب والكره إزاء الولاياتالمتحدة في نفوس كثيرين من المسلمين، ليس على مستوى الدول العربية فقط، بل تتفشى هذه المشاعر وسط المسلمين في إفريقيا وآسيا، ولا أدل على ذلك من محاولة النيجيري فاروق عبدالمطلب تفجير طائرة الركاب الأمريكية فوق ديترويت، وسعي البريطاني ذي الأصل الباكستاني فيصل شاه زاد لتفجير ميدان نيويورك سكوير، والأفغاني نجيب الله زازي المتهم بالتخطيط لاستخدام أسلحة دمار شامل والتآمر لارتكاب جرائم قتل وتقديم دعم مادي لتنظيم القاعدة. وتسترسل تايم: الجميع وقف مذهولًا أمام ذلك الهجوم الغاضب الذي شنه الطبيب الأمريكي من أصل فلسطيني نضال حسن الذي يعمل ضابطًا برتبة رائد في الجيش الأمريكي في قاعدة فورت هود بولاية تكساس، وتقول: هذه المحاولات -سواء الفاشلة أو الناجحة- لا تنبئ إلا عن أمر واحد، هو ازدياد مظاهر الكراهية للولايات المتحدة بسبب ما يشعر به العرب والمسلمون من انحياز أمريكي لإسرائيل. فالكثير من العرب لاحظوا أن الولاياتالمتحدة تتعامل مع إسرائيل بمكيال يختلف عن الذي تكيل به للعرب والفلسطينيين، ولا حاجة للقول إن العالم الإسلامي ينظر إلى أمريكا عبر العدسة الفلسطينية. وتتساءل الصحيفة عن سر عدم نجاح العلاقة الجديدة التي كانت مؤملة بين الولاياتالمتحدة في بداية عهد أوباما والعالم الإسلامي، وترجع ذلك إلى الرئيس الأمريكي وتصفه بأنه لم يستطع أن يفي بالوعود التي أطلقها للعالم الإسلامي وأبرزها العلاقة القائمة على المصالح المشتركة وعلى الثقة والاحترام المتبادلين، بالإضافة إلى وعده بإغلاق معتقل غوانتانامو السيئ السمعة بحلول نهاية عام 2009 وهو الوعد الذي لم يلبِ حتى الآن. وتقول المجلة: السبب في هذا التردي يعود لعدم قدرة الرئيس الأمريكي على إيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فغالبية العرب يعتقدون أن أوباما أضعف من أن يجد حلا للقضية الفلسطينية أو أن يجلب الطرفين المتنازعين إلى طاولة المفاوضات لعقد اتفاقية سلام شاملة. وتعرضت تايم إلى حادثة أسطول الحرية والاعتداء الذي قامت به القوات الإسرائيلية على ركاب السفينة المتجهين لنصرة الفلسطينيين وقالت: إن هذه الحادثة أججت مشاعر العداء العربي والإسلامي تجاه الولاياتالمتحدة، وقالت: الهجوم على سفينة “مرمرة” من جانب إسرائيل صب زيت الغضب الإسلامي على نار العداء للولايات المتحدة وإسرائيل، لاسيما مع امتناع أمريكا عن توجيه إدانة صريحة لإسرائيل، وإصرارها على مجلس الأمن بألا يفعل، مما قضى على كل بقية الآمال التي كانت تختلج في صدور بعض العرب المتفائلين بإمكانية قدرة الولاياتالمتحدة على إرغام إسرائيل بالجلوس على طاولة المفاوضات وإلزامها بتحقيق تسمية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي، ووضع وعود أوباما للعالم الإسلامي على المحك. ولفتت تايمز إلى أن إسرائيل بممارساتها التي تتحدى بها المجتمع الدولي بأسره، وإصرارها على مواقفها المتعنتة بدأت تتحول تدريجيا من حليف لصيق للولايات المتحدة إلى عبء عليها. وتنقل تصريحًا للسفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دانييل كيرتزر الذي قال: تل أبيب حليف للولايات المتحدة ولكنها حليف يسير في الاتجاه المعاكس. مما يشير إلى عمق الأزمة بين الدولتين وأن تل أبيب باتت تمثل مشكلة بالنسبة لواشنطن.