أفادت دراسة حديثة بعنوان «أزمة الكيف.. تجربة مصرية رائدة»، للكاتب الصحفي محمد صدقي الشيخ، أن هناك 8 آلاف كاتب وفنان وشاعر يتعاطون المخدرات في مصر، وقال الشيخ إن حجم تجارة المخدرات في مصر خلال العام الماضي، بلغ 18.2 مليار جنيه ( نحو 3.2 مليار دولار )، منها 15.7 مليار جنيه ( 2.7 مليار دولار ) قيمة الزراعات المخدرة التي تزرع في مصر من القنب والخشخاش. وتشير الدراسة الى أن حجم تجارة المواد المخدرة الطبيعية، مثل المورفين والكوكايين، يصل الى 2.41 مليار جنيه ( نحو 425.8 مليون دولار )، بينما بلغت قيمة المواد المخدرة التخليقية، مثل عقاقير الهلوسة والمنومات والمهدئات، 900 مليون جنيه ( 159 مليون دولار). وذكرت الدراسة أن محافظة السادس من أكتوبر، جاءت في المرتبة الأولى في عدد قضايا المخدرات، التي بلغت 5600 قضية، تلاها محافظة الجيزة 4622 قضية، القليوبية 3898 قضية، القاهرة 3078 قضية، بينما احتلت محافظة الوادي الجديد المرتبة الأخيرة، بعدد 242 قضية فقط. * * * ما يلفت النظر في نتائج هذه الدراسة، وجود هذا العدد الكبير (8 آلاف) من متعاطي المخدرات، من الفنانين والكتاب والشعراء، وهو رقم أشك في وجوده في النخب الأمريكية أو الأوروبية على سبيل المثال. وإذا كان متعاطو المخدرات على مختلف أنواعها، من الفقراء ومتوسطي الدخل، وهم السواد الأعظم، يمكن إرجاع إقبالهم على هذه السموم القاتلة، الى الحرمان، والإحباط، واليأس، وانعدام الترابط الأسري، والبطالة، وانخفاض مستوى التعليم، الى غير ذلك من الأسباب، التي تحفل بها دراسات وإحصاءات أسواق المخدرات، في مختلف الدول العربية، فكيف يمكن أن نبرر إقبال هذه النخبة من الأدباء والشعراء والفنانين، وكذلك بعض الأثرياء على هذه السموم؟! رغم شدة العقوبات التي تصل الى الإعدام. * * * إن خطورة انتشار هذه السموم، ليس في آثارها المدمرة على متعاطيها، أو على الاقتصاد الوطني والنسيج الاجتماعي فحسب، بل في الجرائم المروعة التي يرتكبها بعض هؤلاء المبتلين، تحت تأثير المخدرات ووطأة إدمانها، وتكلفتها العامة لأي مجتمع خاصة المجتمعات الفقيرة. يبقى من الضروري القول بأن الوازع الديني، يظل هو السياج الأمين الذي يحرس المجتمعات من انتشار هذه الآفات، ثم التربية والرعاية الأسرية الحميمة، وتكثيف الرعاية المجتمعية لضحايا الإدمان.