هو صحيح أنّ ما ستقرؤونه وقع في مستشفى ألماني خاصّ قبل سنوات، لكنّ الوضع لم يتغيّر هناك البتّة، أؤكّد لكم ذلك بدراية كاملة ومعرفة تامّة!. عائلة سعودية مكوّنة من رجل ووالديه المُسنّيْن، عولجت في ذاك المستشفى لأسبوعين كامليْن، ولم يطالبها المستشفى قبل دخولها إليه أو أثناء تنويمها فيه بأيّة تكاليف مالية - رغم أنها أكثر من 30 ألف ريال - إلاّ بحلول موعد خروجها منه والذي صادف يوم حجزها الجوّي للعودة إلى المملكة، وكذلك يوم الإجازة الأسبوعية لمحاسب المستشفى، وهنا كمنت المشكلة، فالعائلة لم تستطع البقاء لظروف الطيران، والمستشفى اعتذر عن قبول أيّ مال لغياب المحاسب، فما العمل؟! لن تصدّقوا، لقد سمح لها بالخروج، وطلب عنوانها البريدي في المملكة لإرسال الفاتورة إليها، فعادت سالمة غانمة دون دفع هللة واحدة، وعندما وصلتها الفاتورة بعد أيام كثيرة، وكانت باللغة الألمانية، تلكّعت العائلة شهراً كاملاً في ترجمتها وفي إرسال تحويلة مالية إليه، لم يتبرّم المستشفى خلاله منها، بل اكتفى بتذكيرها بريدياً بكلّ أدبٍ واحترام، ثمّ بعث لها خطاب شكر بعد استلامه منها للتحويلة، فيا خبر أبيض، هو (لسّه) في المستشفيات الخاصّة خير، لكن في ألمانيا!. قارنوا ثقة المستشفى الألماني ومعاملته الإنسانية الراقية لمرْضاه، مع تخوين مستشفياتنا الخاصّة لمرْضاها ومعاملتها اللا إنسانية لهم، إذ تُغالي في تكاليف علاجهم، وتشترط دفعهم مقدّماً لعربونٍ كبيرٍ قبل تنويمهم، هو أشبه بالرهن بين مدين ودائن، وتُطبّق معهم مبدأ (ادفعوا أولاً ثمّ تعالجوا أو لا تتعالجوا) ولا تُفْرِج عنهم أحياء أو أمواتا إلاّ بعد حصولها على كامل أتعابها المُبالَغِ فيها، فمتى تتفرّغ مستشفياتنا الخاصّة للطبّ وتنبذ التجارة؟! أعندما يلج الجمل في سمّ الخِياط؟! [email protected] فاكس 026062287