أوصى المجلس البلدي في جدة بعقد ورشة عمل خلال الأيام المقبلة تجمع طوائف الصيادين مع المسؤولين بأمانة المحافظة لطرح جميع المشاكل والمعوقات التي تواجه قطاع كبير من الصيادين، بهدف وضع حداً للشكوى المتكررة من بعض المخالفات التي تحدث في سوق السمك المركزي وطرح إستراتيجية شاملة لإنقاذ أقدم مهنة عرفها سكان عروس البحر الأحمر. ونجح المجلس البلدي في جلسة استثنائية عقدت ظهرأمس( السبت) برئاسة حسين علوي باعقيل رئيس المجلس، وبسام جميل أخضر ممثل شرق جدة، والدكتور ناصر محمد الجار الله مدير عام المسالخ وأسواق النفع العام بأمانة جدة، ونبيل أحمد مفتي، مدير عام الاستثمارات، أن يجمع رئيس طائفة الصيادين بجدة عبد الله شمعة، ونائبه عادل عبد الله، للمرة الأولى مع مدير عام الجمعية التعاونية للصيادين خالد الشويكي، في أعقاب الخلافات التي نشبت بين الجهتين بشأن الممثل الشرعي للمهنة لدى الجهات الرسمية، بحضور ممثل معهد الصيد البحري للتدريب إبراهيم محمد علي، الذي يشكو من غلق الأبواب أمام (100) طالب يمثلون الدفعة الأولى للمعهد وعدم إتاحة الفرصة أمامهم لممارسة مهنة الصيد. وشدد باعقيل في بداية الاجتماع على أهمية حماية وتطوير مهنة الصيد التي تعد أقدم المهنة التي عرفتها مدينة جدة الساحلية، وأكد أن الشكاوى المتكررة التي وصلتهم بشأن وجود مخالفات ومشاكل في سوق السمك المركزي كانت الدافع الأساسي لطرح القضية في اجتماع سابق للمجلس، وتم التوصية بأن تقوم الأمانة بمخاطبة وزارة الشؤون البلدية والقروية للموافقة على استثناء الجمعية التعاونية للصيادين من الاستئجار بدون الدخول في القرعة، وأن تقوم الأمانة كذلك بدراسة وضع سوق السمك الحالي وتقديم الأفكار والتصاميم التطويرية مع المحافظة على الأسعار المناسبة للمستهلك، وتتولى إدارة الاستثمار مراجعة النظام الخاص بتأجير الوحدات والدكاك بسوق السمك وتفيد المجلس بمرئياتها في ذلك. مشدداً على ضرورة أن يحصل شيخ طائفة الصيادين المنتخب على كافة صلاحياته وتكون له حقوق وواجبات، على أن تعمل جميع الجهات التي تمثل المهنة تحت منظومة واحدة مما يساهم في إيصال صوتها للمسئولين والتعرف بشكل واضح على مشاكلها وهمومها. وكشف أن أهم الحلول التي اتفق عليها المجتمعون تتمثل في أن تتقدم الجهات الثلاث (طائفة الصيادين الجمعية التعاونية معهد الصيد البحري للتدريب) بمطالب مكتوبة وواضحة يتم مناقشتها مع مدير عام المسالخ وأسواق النفع العام بأمانة جدة، ثم تعقد ورشة عمل تطرح خلالها جميع الحلول المقترحة لإنهاء معاناة الصيادين والعاملين في المهنة بشكل جذري، وتشهد أيضاً وضع إستراتيجية واقعية وواضحة لتطوير المهنة وتغري الجيل الجديد من الشباب في تعلمها والعمل بها. التجربة “الرواندية” من جانبه أكد بسام بن جميل أخضر عضو المجلس البلدي بجدة خلال الاجتماع على أهمية الإصلاح الداخلي للعاملين في المهنة وقال: ينبغي أن نستفيد من تجارب الآخرين ولا ننغلق على أنفسنا، والتجربة “الرواندية” خير مثال.. فعقب المشاكل التي أدت إلى إبادة (800) ألف شخص في ثلاثة أشهر اتفق الجميع على حل خلافتهم بطريقة ( لا غالب ولا مغلوب)، بحيث يجلس الجميع على طاولة واحدة ويعرضون مشاكلهم بشفافية تامة ثم يخرجون بحلول نهائية لا تمثل انتصارا لأحد الطوائف على حساب الأخرى.. وطالب ممثل معهد الصيد البحري للتدريب إبراهيم محمد بضرورة تدخل الأمانة والجهات المعنية لفتح الباب أمام (100) طالب يمثلون الدفعة الأولى لمعهد الصيد البحري للتدريب لممارسة مهنة الصيد مع أهمية أن تقدم لهم التسهيلات لأنهم يمثلون الجيل الجديد الذين سيضخون الحيوية والشباب في مهنة الصيد، علاوة على أن وجودهم يتواكب مع توجه الدولة بتوطين الوظائف وتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، متوقعاً أن يساهم دخولهم سوق العمل في انتعاشة كبيرة للمهنة. وأكد نبيل أحمد مفتي مدير عام الاستثمارات بأمانة جدة على أنه لا دور للمستثمر الذي يقوم بتشغيل سوق السمك المركزي في رفع الأسعار،