أزعم أنَّني الفَتى «العَرفجي» الذي اخترق الزَّمان، وجَاس المَكان، ورَأى أنَّ الوَقت قَد أذن؛ لمَن ألقى السَّمع وهو شَهيد..! أُقرّ وأزعم أنا المواطن أحمد بن عبدالرحمن العرفج، وأنا بكَامل قواي العقليّة، بأنَّني قد استحدثتُ نِظام «قوقل» وقد شَرحت هَذا المَعنى، ثُمَّ بيّنتُ مَن هُم الكُتًّاب القوقليون، وقد استطردتُ في مَفهوم الكِتَابات القوقلية، وأثرتُ الحَرث واستثرتُ الذِّئب والسَّبع، وقُلت: إنَّ الكُتَّاب إزاء «قوقل» ثلاثة أصناف، الصَّنف الأوّل: يعتمد على قوقل فقط، والصّنف الثَّاني: يعتمد على قراءاته وكُتبه، ولا يلتفت إلى «الثَّقافة القوقلية»، أمَّا الصّنف الثَّالث فهو يخلط بين الثَّقافتين، فيجمع بين ثقافة الكُتب وثقافة قوقل، يخلط بينهما مع «مَضار الاختلاط والنّهي عنه»..! وحينها.. أرسل لي الكَاتِب والصَّديق «نَاصر البُراق» إيميلاً يَقول فيه: إنَّني حُرّكتُ السَّاحة لدَرجة كَبيرة، جَعلته يَشك في أنَّني أتلقَّى دَعمًا مِن «إيران»، مِثل الحوثيين، وطَبعًا صَديقي العَذب «ناصر» يَمزح في كَلامه، فأنا لَم أتلقَّ أي دَعم، إلَّا ذَاك الذي أتلقَّاه مِن حكومتي، وقُرَّائي وأحبابي مِن أمثال «البراق»، ذَلكم الفَتى الأنيق، الذي كَان بيننا ذَات ليلة، ثُمَّ ذَهب كَما تَذهب الأيَّام الجميلة، ليَستقر مُلحقاً ثَقافيًّا في السّودان «السّعيد»..! حَسنًا.. لنَدخل في الموضوع.. أزعم أنَّني الفَتَى العَرفجي الذي قَوْقَل الأمور، ثُمَّ طَالب بأخذ المَسألة مَأخذ «الجد»، حيثُ قُلت في مَقال نَشرته قبل سنين: (مَتى أشكلت عليك مَسألة «قَوقلها وتَوكَّل»)، أي ابحث عَنها في «قوقل»، وتوكَّل على الحي -جَلَّ وعَزّ- الذي لا يَموت..! إنَّ «قوقل» بما يُتيح لجمهوره مِن عِلْم وفَن وآداب، له فَضل وكَرَم، يَجب أن يَستغله الرَّاسخون في العِلْم، قبل أن تَنشف «البِرْكَة» وتَظهر ضَفادعها..! حَسنًا.. ولكن مِن أين أتيتُ بمَفهوم «القَوْقَلَة»..؟! كما يَعلم الكثير مِن الأصدقاء، فأنا ابن تُراثي العَريق، الجيّد مِنه والصَّفيق، ومَن يَرتاد المَكتبات، سيَعرف أنَّ هناك كِتَابًا اسمه «صورة الأرض» ل«ابن حوقل»، الذي عَاش في القرن الثَّالث الهجري، و«ابن حوقل» هذا، هو «أبوالقاسم محمد بن علي الموصلي»، عَمل بالتّجارة، وبدأ تجواله مِن بغداد سنة 331ه، ويُعتقد أنَّه كان مِن الدُّعاة السّياسيين أو الفَاطميين، وكان «ابن حوقل» شَغوفًا بمَعرفة أخبار البلدان، والوقوف على حَال الأمصار.. كثير الاستعلام والاستخبار، وقد ألَّف كِتَاب «صورة الأرض» الذي يَتناول فيه أقاليم بلاد الإسلام «إقليمًا إقليمًا».. ويَبدو أنَّه حَصر اهتمامه في دَار الإسلام..! هَذا الرَّجُل -أعني «قوقل»- جَعلني أطرح على نَفسي سؤالاً، حول التَّشابه «الغَريب العَجيب»، بين «صورة الأرض» لابن حوقل، و«قوقل إرث» على موقع قوقل..! يا إلهي، كيف تَتشابه الأحوال والأشكال والأسمال لهذه الدَّرجة..؟! فهما مُتطابقان بكُلِّ شيء، في التَّخصُّص والاسم، والمُهمّة والمهنة، مَع فَارق بسيط، حيثُ إنَّ «ابن حوقل» كان «مُؤدلجًا»، يَعتني ببلاد المسلمين، في حين أنَّ الشّيخ «قوقل» «عَالمي النَّشر، كَوكبي الاهتمام».. والله من وراء القصد،،، [email protected]