وأوصت لجنة البحوث العملية في جامعة بريتش كولمبيا فانكوفر بكندا بنشر دراسة طبيب سعودي في مجال زراعة النخاع العظمي في إحدى المجلات الطبية المتخصصة في أمراض الدم. وذلك بعد أن وافقت الجامعة على الدراسة التي قدمها الدكتور زائد صالح أبو عيا الزهراني، والذي أنهى دراسته بالجامعة في تخصص أمراض الدم والأورام وزراعة النخاع العظمي وينتظر وصوله هذه الأيام إلى المملكة. حيث عمل دراسة لمعرفة إذا كان هناك فرق بين كمية خلايا النخاع العظمي التي يحصل عليها بعد إعطاء المريض منشطا لخلايا النخاع واستخدام علاج السيكلو فوسفا ميايد. وذكر الدكتور الزهراني في حديث ل “المدينة” أن تخصصه هذا يعنى بتشخيص ومعالجة أمراض الدم الحميدة والوراثية وسرطان الدم، حيث تعتبر زراعة النخاع العظمي من الاجراءت الطبية المتقدمة التي يتم اللجوء إليها لعلاج العديد من أمراض الدم الوراثية والأورام. وعن سبب اختياره لهذا التخصص. وقال الزهراني: إنه عايش قصة حدثت خلال سنة الامتياز له في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقد كان يشرف على حالة طفل باكستاني الجنسية (10سنوات)، حيث ادخل المستشفى بعد تشخيصه بمرض سرطان الدم الحاد، وقد اخذ جلسات بالعلاج الكيماوي وتحسنت حالته ولكن بعد ثلاثة أشهر انتكس المرض وفي هذه الحالة كان لابد من عمل زراعة للنخاع العظمي، حتى يتم السيطرة على سرطان الدم. ونظرا لظروف الأب والأم المادية، حيث لا تقل تكلفة العملية عن نصف مليون ريال في المملكة فضلا عن أنها تكلف في كندا ما بين 200 ألف إلى 300 ألف دولار (نحو 750 ألف ريال) لم تسمح لهم بالعلاج في الخارج، قرروا أخذه إلى باكستان لكي يموت بين أقاربه. وقد تركت هذه القصة في داخل الطبيب الزهراني ألما وحسرة ودافعا لاختيار هذا التخصص كما انه مجال خصب للأبحاث والدراسات الطبية التي من شأنها تطوير تشخيص وعلاج كثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث عن إيجاد علاج لها كبعض الأمرض الوراثية واضطرابات جهاز المناعة. وأضاف أن تخصص زراعة النخاع العظمي من التخصصات النادرة على مستوى المملكة، حيث يعد مستشفى الملك فيصل التخصصي هو المركز الوحيد بالمملكة لزراعة النخاع العظمي وزراعة الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري. ومع تزايد الحالات التي تتطلب هذا النوع العلاج فمن الصعب تغطية خدمة جميع المواطنين، مؤكدا حرص خادم الحرمين الشريفين إلى زيادة الفرصة العلاجية، حيث قام (يحفظه الله) بتدشين عدة مشاريع في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة من ضمنها وحدة زراعة نخاع العظم، والتي تعد الآن جاهزة وسوف نقوم بمشيئة الله قريبا بالاحتفال بأول زراعة للنخاع العظمي، حيث سيكون هو الطبيب السعودي الثاني الذي ينضم إلى تلك الوحدة إلى جانب زميله الدكتور احمد السعيد.