كشف تقرير هيئة الرقابة والتحقيق أطلعت "المدينة" على نسخة منه عدم ملاءمة موقع مستشفى الصدر بالمدينةالمنورة الحالي، وعدم صلاحيته لأي مستشفى وبالذات إذا كان مستشفى (للأمراض الصدرية والأمراض المعدية)، وجاء بالتقرير عدد من الملاحظات منها : وقوع المبنى في منطقة زراعية نائية تنبعث منها روائح حرق المخلفات الزراعية بشكل يومي والأدخنة تحيط بالمبنى وتدخل إلى أعماقه، بالإضافة إلى وجود العديد من المخلفات الإنشائية والأتربة والغبار التي تحيط بالمستشفى من كل مكان. كما حذّر التقرير من وقوع المستشفى في منطقة محصورة بين الجبال ومجرى للسيول وغير معدّ لتصريف السيول وقد يؤدي هطول الأمطار الغزيرة إلى حصار المبنى بالكامل. ودَوّن التقرير بعض الملاحظات على المبنى منها عدم وجود غرف تستوعب كافة الموظفين والأقسام، وكذلك قلة دورات المياه لغرف العنابر والمرضى وعدم وجود غرف العزل، وعدم وجود مطبخ منفصل عن العنابر يتناسب تصميمه مع مستشفى العزل، وأشار أيضاً لعدم توفر غرفة مصممة علمياً لاستيعاب النفايات الطبية الخطرة. وجاء في نهاية التقرير (القناعة التامة) بعدم صلاحية المبنى والموقع ليكون مقرا لأي مستشفى فكيف إذا كان هذا المستشفى متخصصا بالأمراض الصدرية المعدية، وكذلك عدم وجود البنية التحتية المناسبة والوضع الراهن للمستشفى أنه أصبح مصدرا للعدوى وليس للحماية منها. استقبال حار بالأرفف وعلى نفس الصعيد رصدت “المدينة” الوضع الجاري بمستشفى الملك فهد حيث اُستقبل مدير عام الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة الأسبوع المنصرم والذي قام بزيارة للمستشفى وتجول بكامل أرجائه وزار مرضاه، وقابله المستشفى بسقوط مدوٍّ لأرفف السجلات الطبية بالكامل وكأنها أرادت أن تكون (شاهدا ممتعضاً) على ما يحدث وما يعاني منه هذا المستشفى!!. ولكي يكون الوضع واضحاً للقارئ فهذه السجلات الطبية تتضمن كافة سجلات المرضى وتاريخهم المرضي وتقاريرهم بالكامل وأشعتهم، ولا يمكن الاستغناء عنها إلا عبر حفظها الكترونياً وهذا الأمر الذي لم تقم به الشؤون الصحية بالمدينة حتى الآن. وكان قسم السجلات الطبية يقبع في بدروم المستشفى ولكن تسرب المياه إليه إضطرها إلى نقله إلى مكان آخر بعد أن كان ملقى في ردهات المستشفى لفترة ليست قصيرة، ومن ثم نقل خلال الشهر الماضي إلى إحدى الغرف الضيقة ووضعت الملفات الطبية على أرفف مشابهة لأرفف المستودعات، فسقطت من بعضها كافة الملفات بحضور المدير العام، والذي أصابته "الدهشة" من ذلك ومن حسن الطالع، وقدر الرحمن أنه لم يكن في داخل قسم السجلات في تلك اللحظة أياً من العاملين لأن القسم بالأساس يعاني من شحّ الموظفين!!. حملة نظافة مقنعة ومن مشاهد “الزيارة” مفاجأة المرضى والممرضين والإداريين والزائرين بحملة نظافة عامة لم تكن معتادة في أروقة وغرف وممرات وأقسام مستشفى الملك فهد، وتبادر للبعض أن الأحوال ستبدأ بالتغيير وأن هناك "صحوة" عامة سينالها المستشفى، مع تحرك لإحتواء أزماته وحل إشكالياته، خصوصاً مع تواجد عدد كبير من القيادات وعلى رأسهم مدير عام الشؤون الصحية وقيامهم بجولة عامة للمستشفى ودخول المدير العام لكافة الأقسام والعنابر، دونت خلالها العديد من الملاحظات التي أمر بحلّها فوراً، من تبديل كبير طال شراشف ومخدات المرضى، وتبديل للستائر أيضاً ونظافة للحمامات وتوزيع بخاخات معطرة. وبدأت بعض الوجوه التي أعتاد المرضى "عبوسها " وقد علتها "الابتسامة "وكلمات "أبشر" تترادفها، وما هي إلا لحظات قليلة حتى عرف السبب فبطل "العجب" والدهشة التي انتابت الجميع. فكل ما حدث من اهتمام واجتماع المدير العام مع قيادات المستشفى، وجميع هذا الجهد غير المعتاد، وفرق الصيانة والنظافة التي لم تكن تشاهد إلا بين الفينة والأخرى، كل هذا كان لوصول خبر عن زيارة قادمة للجنة مشكلة من وزارة الصحة لتقييم وضع مستشفى الملك فهد ورصد معايير الجودة به، وسينتهي المشهد عند مغادرة اللجنة الموقرة ثم "تعود حليمة لعادتها القديمة " وينتهي المشهد. زحام غير منطقي وفي مشهد آخر من موقع آخر نرصد مشكلة من ابسط المشاكل التي كان يمكن تلافيها في صحة المدينةالمنورة (الزحام) غير المنطقي في عيادات الأطفال في مستشفى النساء والولادة بالمدينةالمنورة، ورغم ذلك تقف الصحة مكتوفة الأيدي ودون حراك تجاهه ولا يعرف لماذا!! فالزحام يصل يتجاوز في أكثر الأحيان ال 200 مراجع يومياً، “يقفون على رأس” طبيب أو اثنين في عياداتهما، فإذا كان المستشفى لا يعاني من مشكلة (المكان) والصحة لا تعاني من مشكلة الإمكانات (البشرية)، فلماذا لا تحل مشاكل (الزحام)، ولماذا لا تحرك ساكنا تجاهه، ولماذا تولّد النقد تجاهها وكأنها استمرأت هذا النقد والذم، أو أنها (تبلّدت) حيث أنها لا يهمها أن يقف مواطن ويصرخ بأعلى صوته من أجل إنقاذ (طفله) أو حتى بخروجه عن طوره في تلك اللحظات. مطر من الرخام وتتوالى الوقائع ومعها مئات من الأسئلة عن هذا التردي ولماذا وكيف وماهي وما.... وما..... لا تنتهي، فمستشفى النساء والولادة الجديد والجديد جداً بدأ ينفض عنه (جدّته) ليكشف عن خبايا مستترة لا نعرف أن نقبلها أو يقبلها المنطق، بالاضافة إلى التسربات والروائح التي بدت تظهر في ردهاته. ومشاكل الصيانة والتمديدات بدأت واجهة المستشفى (الرخامية) تتساقط بين الفينة والأخرى، بل وكاد البعض منها أن يفتك برؤس المراجعين والعاملين ولا يمكن أن يدل ذلك، إلّا على سوء رقابة الصحة عند استلامها لمبانيها، واستهتار من قام ببنائها بأرواح البشر!!. مواقف وأحداث من الوضع ويروي أحد المواطنين معاناته مع الأسرّة فيقول محمد الردادي : حملت والدي بعد أن سقط مغشياً عليه إلى طوارئ مستشفى الملك فهد، وبعد ان تم الكشف عليه وجد أنه أصيب بغيبوبة فقرر طبيب الطوارئ إدخاله المستشفى وتنويمه، وهنا بدأت المشكلة بعدم وجود سرير، وبعد مدة طويلة من الانتظار قمت بالإتصال بأحد معارفي الذي بحث عن (واسطة) وما هي إلا لحظات قليلة وأدخل والدي إلى المستشفى، ولا أعرف هل هو مكان أحد تم إخراجه أم أنه بالفعل تم توفير سرير بديل له!!!!!!. 14 ساعة انتظار ويقول المواطن مقبل الحجيلي: وقع حادث لوالدتي نقلت خلاله إلى طوارئ مستشفى الملك فهد، وبعد أن ألقيت على أحد أسرّة الطوارئ، أجري لها كشف ظاهري فقط، رغم ألمها الشديد وأنا لا اعرف ماذا افعل فقد اعتقدت أن الاطباء الموجودين (إدريين) وخصوصاً أنهم أكدوا أنها طيبة وليس بها شيء، ولكن قلقي وألم والدتي أجبرني على نقلها إلى مستشفى آخر بعد 14 ساعة انتظار بدأت في الساعة الثامنة مساءً وانتهت في اليوم التالي، لأكتشف أنها أصيبت بكسر في العمود الفقري وأن طول هذه الفترة لم يتم التعامل معها على أنها مصابة بكسر، ولولا لطف الله ثم تداركنا للأمر والموقف لنتج عن أي تحرك غير صحيح لها شلل أو خلافه، فإذا كان المصاب بحادث لا يتم العناية به بهذا الشكل فليلطف الله بالمرضى الآخرين !!. مكافآت الحج ووقفت”المدينة” على معاناة العاملين بالحج، إذ أنه مضى أكثر من ( 5 ) أشهر على موسم الحج ولازال منسوبو الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة لم تصرف لهم مكافآت الحج حتى الآن، رغم أنه قد تم صرفها بالمناطق الأخرى التي تعمل بالحج!! ويقول أحد منسوبي الصحة (خ.م ) : منذ انتهاء موسم الحج ونحن نطالب بمكافآتنا، ولقد علمنا أن مدير عام الشؤون الصحية قد وجّه بتشكيل لجنة لمراقبة أسباب هذا التأخير، ولكن حتى الآن لا نعرف من أمرها شيئاً، ولم تصرف لنا تلك المكافآت، ولكن الأكيد أن هناك أسبابا أخرى نجهلها !!. " المدينة" علمت ومن مصادرها بالصحة بأن هناك تحقيقات تجرى للتأكد من الأسماء التي تم إدراجها للعاملين بالحج ومدى صحة عملها من عدمه، وقانونية إدراجها من ضمن من يعملون في موسم الحج. واقعة وفي واقعة أخرى تم اعتماد 400 ألف ريال لتأثيث بعض وحدات سكن مستشفى الملك فهد المهترئة، وذلك لتلف الأثاث الموجود بهذه الوحدات السكنية، وتزامن ذلك مع صدور قرار بتعيين مدير عام جديد لصحة المدينة، وفوجئ بعدها القاطنون بالسكن، بأن هذا المبلغ قد تم صرفه بتأثيث الوحدة السكنية التي قرر أن يسكنها المدير العام الجديد، وبقي باقي الوحدات السكنية دون تأثيث، وبعد 3 أشهر تقريباً صدر قرار جديد بنقل المدير العام الجديد إلى مكان آخر، فقام المدير العام القديم (الجديد) بنقل أثاث وحدته السكنية بالكامل معه إلى الرياض، رغم أنه من أملاك صحة المدينةالمنورة، وكان معتمداً لكامل السكن الخاص بالمستشفى ولكنه حول إلى المدير العام الجديد الذي أخذه معه دون ان ترفض الصحة ذلك، ودون أن يعترض لا المدير الجديد ولا المدير الجديد القديم. ----- سكن غير تصاعدت شكاوى القاطنين في سكن مستشفى الملك فهد التي لا تنتهي من سوء الصيانة والنظافة والروائح والصرف الصحي وانعدام الرقابة، ورغم سوء وضع هذا السكن وسوء ما احتوته تقارير اللجان التي شكلت لدراسة وضعه فلا زال الأمر قائماً دون ان تتحرك الصحة !!. وتقول إحدى القاطنات: يسكن في الوحدات ممرضات من كل الأجناس ولا يوجد أي مرعاة للفصل بين الممرضات المسلمات وبين غيرهن من غير المسلمات رغم اختلاف العادات والممارسات ورغم شكوانا المتكررة، هذا خلاف سوء وضع السكن وعدم صلاحياته للسكن الآدمي. وتتواصل الوقائع وتتواصل ردود الفعل تجاه هذا المرفق. ----- غياب الأسرّة بالمدينة تشير آخر إحصائيات المرصد الحضري بالمدينةالمنورة أن هناك 16 سريرا لكل عشرة آلاف نسمة بالقطاع الصحي بالمدينةالمنورة، وهذا معدل أقل من المعدل العالمي، وأقل بكثير من بعض المعدلات في مدن المملكة الأخرى، بل ولا يراعي واقع العدد السكاني للمنطقة، والذي تحدثت آخر إحصائياته عن عدد سكان بالمنطقة أنه يتجاوز المليون وثلاثمائة نسمة وبالمدينة وحدها يوجد في حدود المليون نسمة، وفي نفس الوقت لا يراعي النمو السكاني الذي تبلغ معدلاته في حدود 4 % سنوياً. هذه الأرقام هي مدخلنا للجملة التي باتت تسمع مؤخراً في أروقة مستشفيات المدينة،. وهي جملة ( لا يوجد سرير ).