بعد أحد عشر عاما من تبني مواطن بالمنطقة الشرقية لطفلة رضيعة، فوجئ بمكتب الإشراف النسائي ينتزعها من بين يديه مستندا إلى شائعة مفادها انفصاله عن زوجته، ورغم نفيه لها وإثبات عدم صحتها بالأدلة والوثائق -حسب تأكيد الأب- إلا أن المكتب ظل يماطل في تسليمه ابنته بالتبني (نور) التي تم إيداعها في دار الرعاية الإجتماعية التابعة للمكتب، وبعد ثلاثة أشهر تمكنت الصغيرة من الهرب عائدة إلى الأب الذي تبناها وتعهدها هو وزوجته بالرعاية والاهتمام وعوضاها عن حنان الأب والأم معا على مدى إحدى عشرة سنة، لتروي له تفاصيل ما يحدث في الدار من ضرب وإهانة وحرمان من الطعام وحبس انفرادي للنزيلات. ولم تنته فصول القضية عند هذا الحد، فهي لا تزال مستمرة ومرشحة لمزيد من التفاعل في ظل ملاحقة المكتب له لاستردادها متهما إياه بخطفها، مقابل إصراره على تصعيد مشكلته إلى الجهات المعنية حيث تم تحويل قضيته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام التي حققت معه ثم أطلقت سراحه حتى إشعار آخر وفقا لإفادته. وثمة أسئلة تطرح نفسها هنا، لماذا انتزعت الطفلة من الأب الذي تبناها بعد كل هذه السنوات؟ ولماذا تعرضت لكل ما حدث لها في دار الرعاية؟ وكيف تمكنت من الهرب؟ وماذا حدث بعد ذلك؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها والد الطفلة (نور) بالتبني (ي.خ) والذي روى ل “المدينة” تفاصيل ما حدث قائلا: تقدمت قبل 11 سنة بطلب للشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية لاحتضان الطفلة نور، عندما كانت رضيعة، وتم عمل الإجراءات الرسمية وبعد التأكد من انطباق الشروط اللازم توفرها عليّ تستلمت الطفلة برفقة زوجتي وعاشت معنا طوال هذه السنوات والتحقت بالمدرسة وأصبحت من المتفوقات وحصلت على عدة جوائز وشهادة تقدير وامتياز. وفي الأسبوع الماضي يقول الأب: حضرت موظفة مكتب الإشراف النسائي (ب.غ) إلى منزلنا وسألت عن زوجتي فذكرت لها أنها في منزل أهلها لتعرض شقيقتها لعارض صحي يتطلب ملازمتها لها بحكم أنه لا يوجد سواها من تقف معها في هذه الظروف، فطلبت مني موظفة الإشراف النسائي أخذ الطفلة نور بحجة إكمال إجراءات تخصها في المكتب ومن ثم تعود للمنزل فوافقت على ذلك، وفي اليوم التالي اتصلت بهم لاسترجاع طفلتي، إلا أنهم كانوا يتهربون مني ويتعمدون تصريفي، واكتشفت أخيرا ان المكتب وصلته معلومات بأنني انفصلت عن زوجتي، الأمر الذي دعاهم إلى الحضور لاصطحاب نور لعدم تمكنها من العيش معي منفردا وكون هذا يعد مخالفا لأنظمة الوزارة، إلا أنني أكدت لهم أن هذه المعلومات مجرد شائعة وأثبت لهم أن زوجتي لا تزال في عصمتي، ورغم ذلك استمروا في المماطلة لأكثر من ثلاثة أشهر والطفلة معهم، رافضين عودتها لي، حتى تمكنت من الهرب واللجوء إليّ وروت لي ما لقيته من تعذيب طوال الفترة الماضية. يواصل الأب: وعندما علموا في مكتب الإشراف النسائي أن الطفلة معي في المنزل طلبوا مني إحضارها لهم، إلا أنني رفضت ذلك لأنهم أهملوها ولم يحسنوا معاملتها، وأوضحت لهم أنها ترفض العودة إليهم وتفضل البقاء معي، وذكرت لهم أيضا أن التسليم سيكون عن طريق الجهات الرسمية لتطلع على الحقائق كاملة، وبالفعل تقدمت بشكوى إلى إمارة المنطقة الشرقية ضد مكتب الإشراف النسائي، الذي قدم بدوره شكوى مضادة اتهمني فيها باختطاف الطفلة، فتم استدعائي من قبل الجهات المعنية، واحتجزت من يوم الجمعة الماضي بعد صلاة العشاء وحتى الأحد بتهمة الاختطاف، ولكني رفضت تسليم الطفلة وطلبت منهم تحويل القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام التي حققت معنا وتم إطلاق سراحنا والذهاب حتى إشعار آخر. ------ الطفلة نور: موظفات الدار حاولن تشويه صورة والدي بشتى الطرق الطفلة نور روت ل “المدينة” معاناتها داخل مكتب الإشراف النسائي، وتحديدا دار الرعاية الاجتماعية بعد أخذها من والدها بالتبني قائلة: كنت أبكي بشكل يومي بسبب حرماني من والدي، الذي فتحت عيني عليه، وكنت أطلب منهم ولو سماع صوته فقط، إلا أن موظفات الدار كن يقلن لي بالحرف الواحد (أبوك ما يبغاك) ويحاولون بشتى الطرق تشويه سمعته أمامي ويظهرونه في أبشع صورة. وعن كيفية تعامل الموظفات مع الأطفال داخل الدار قالت: أي طفلة ترتكب خطأ يقومون بمعاقبتها بالحبس الانفرادي في إحدى غرف الدار وحرمانها من الأكل وضربها بالعصا والاحذية مع الشتم والسب، ونحن نصرخ ونستنجد ولكن لا أحد يجيب نداءنا، وكانوا لا يوفرون لنا أدوات النظافة كالشامبو والصابون ويقولون لنا (الاستحمام بالماء يكفي). وقد تحملت كل هذا الظلم طوال ثلاثة أشهر، وفي يوم من الأيام (الثلاثاء قبل الماضي)، وبعد انتهاء الدوام في المدرسة التي كانت تقلنا إليها حافلة الدار يوميا، قررت الهرب والعودة إلى والدي، وبالفعل انتظرت حتى حضرت ولية أمر طالبة لأخذ ابنتها من المدرسة؛ فخدعت الحارس بأنها أمي وسوف أخرج معها، وبالفعل تبعت أم البنت دون علمها وغادرت المدرسة، وبعدها لجأت إلى شخص صادفته في أحد شوارع مدينة الدمام وأعطيته رقم والدي وطلبت منه الاتصال به، وكان والدي خارج المنزل فطلب مني البقاء في مكاني لحين حضور والدتي (زوجته) لاستلامي. ----- الشؤون الاجتماعية: لا تعليق.. والمكتب النسائي لا أحد يجيب “المدينة” اتصلت بمدير الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية سعيد الغامدي الذي رفض التعليق على القضية، موضحا أن مثل هذه القضايا من اختصاص مكتب الإشراف النسائي وهو المخول بالرد والتعليق عليها. وبالتالي اتجهت “المدينة” إلى مكتب الإشراف النسائي الاجتماعي، وحاولت على مدار يومين الوصول إلى مديرة المكتب لطيفة التميمي، إلا أنها لم تجب على جميع وسائل الاتصال، رغم تعدد محاولات الاتصال بها على هاتفها الجوال وإرسال رسائل نصية إليها بطلب الاستفسار والتعليق على هذه القضية.