ولد الحاج زينل على رضا عام 1265ه وهو قصير القامة أبيض اللون تشوب بياضه حمرة، تزين وجهه لحية بيضاء متكاملة ونظرة رقيقة حانية وكان دائماً يرتدي البياض فتراه في لباسه الأبيض من الكتان وقد وضع العمامة الحجازية على رأسه فتطالعك صورة رجل وقور إلا أنك تشعر أن هذه الصورة تفيض حنوا وحباً، وكان قبل دخول السيارات إلى البلاد يمتطي صهوة حصان أحمر اللون وكان كبراء جدة جميعاً يستعملون الخيل في تنقلاتهم في العهد العثماني والعهد الهاشمي – حيث لم تكن السيارات قد وصلت إلى البلاد. كان الحاج زينل علي رضا من أكبر تجار جدة وقد أسس مع شقيقه الأصغر الحاج عبدالله علي رضا قائممقام جدة الأسبق بيتهم التجاري في مدينة جدة ثم في بومباي، وكان الحاج عبدالله هو المدير الفعلي لهذا البيت التجاري في الوقت الذي كان فيه الحاج زينل يكبره في السن. إن ما يلفت النظر في سيرة الحاج زينل ليس ثراؤه وتجارته فما أكثر التجار وأصحاب الثراء ولكن ما عرف عنه من البذل الكثير وخاصة للفقراء والمساكين.. كان المساكين يحيطون به في مسجد المعمار كلما ذهب لأداء الصلاة ويلتفون حوله وهو خارج من داره سواء للمسجد أو لزيارة بعض أصدقائه، فيقف لهم باسما ويمنحهم الأعطيات، ولم يكن يظهر عليه التأفف أو الضيق وهم يعانقونه ويتوددون إليه، كما أنه كان عضواً فاعلا مؤسساً وفاعلاً في نادي “الصلاة” « الذي تأسس أيام حكم الملك حسين بن علي وكان النادي يعنى برياضة الجسم حيث يتم حمل كرة ثقيلة من حديد ورميها لأبعد مسافة ممكنة.. كما يعنى النادي برياضة الفكر بالمذاكرة وبرياضة العقل في مطارحات الشعر والادب والتاريخ.. ويعتبر نادي الصلاة ناديا خلويا وموقعه أمام الثكنة العسكرية التي تواجه بحر الطين على ربوة هناك يجتمع عليها أعيان جدة من قبل صلاة المغرب إلى ما بعد غروب الشمس. وكأن حب الخير الذي تأصل في نفس الحاج زينل قد انتقل إلى أبنائه وخاصة ابنه البكر الحاج محمد علي فقام بعمله في إنشاء مدارس الفلاح والإنفاق عليها طيلة ما يقرب من أربعين عاماً فكانت حسنة عظيمة وصدقة جارية. و كان الحاج زينل يرغب أن يرى ابنه محمد علي وهو يعمل في بيته التجاري ليكون امتدادا لاسمه وعمله ولكن فكرة نشر العلم التي استأثرت بجهود محمد علي صرفته عن العمل في ظل أبيه فانفرد بعمله الخاص في تجارة اللؤلؤ، و توفى الحاج زينل علي رضا عام 1348ه بمدينة جدة عن عمر يناهز الرابعة والثمانين من العمر واشترك أهل جدة كلهم في تشييعه والصلاة على جثمانه، وكان أبرز ما رؤى في هذه الجنازة بكاء الفقراء وعويلهم على الفقيد الراحل ومزاحمتهم الأعيان والأثرياء في حمل جثمانه والصلاة عليه.