أثبتت المرأة السعودية كفاءتها وجدارتها في جميع القطاعات التي تعمل فيها بكل المستويات.. ومن ضمن سلسلة نجاحاتها في المجالات الوظيفية المتعددة عملها في مطابخ بعض المحلات الكبرى للمأكولات السريعة، ومن بينها “الطازج”، والذي تشرف أيادٍ محلية ناعمة على إنتاج مأكولاته، حيث ساهمت مشاركتهن في المطبخ على تحسين المنتج ورفع جودته، وتأكيد ثقة المستهلك عبر علمه أن أيادٍ سعودية هي من تقوم بإنتاج المأكولات. “المدينة” التقت بالفتيات داخل أماكن عملهن بتلك المطاعم، واللاتي تحدثن باعتزاز عن ما تصنعه أياديهن من أجود أنواع المأكولات السريعة والتي تنافس الماركات العالمية ولكن بنكهة محلية 100%. ثقة المستهلك بداية تشير أمل السلمي مشرفة الجودة إلى أنه من خلال إدارة مهامها بمطبخ الطازج النسائي عملت على الاستفادة من خبرات أخرى في مجال دراستها وتطويرها في العمل، وتقول: يرجع هذا لفهمي للنواحي البكتيرية وتفاعلها مع المواد الغذائية ومحاولات تطبيق ذلك في عملي بالإشراف على المأكولات والتعاون مع العاملات للوصول بالمنتج إلى قمة جودته. وقد وجدت تقديرا واهتماما بعملي من قبل المسؤولين بالمطبخ. وتضيف: مهام عملي ترتكز على ركيزتين أساسيتين هما سلامة المنتج وصلاحيته للمستهلك أولا، وسلامة الأدوات والأيدي العاملة للمنتج وإتقان مهامهم على أكمل وجه ثانيا.. كما أن آلية الإشراف على الجودة هذه تستدعي قيامي بعدة أمور من ضمنها مراقبة عامة على مستوى الصحة حتى يتم التأكد من صلاحية المنتج قبل وصوله للمستهلك، وذلك من خلال الإشراف على العاملات أثناء قيامهن بالعمل في جميع أقسام المطبخ ومراقبة نظافة الآلات المستخدمة في انتاج المأكولات ومدى صلاحية هذه الآلات. وتشير السلمي: لأننا نقدم الغذاء للإنسان نرى هذه مسؤولية كبيرة يجب العناية والدقة في انتاجنا لهذه المأكولات، لما لها من تأثيرات صحية وبيئية تنعكس سلبيا إذ لم تنجز بأمانه، وأن كل مستهلك لوجباتنا أنما أضاف إلينا مسؤولية أكبر في تقديم كل ما يحوز على ثقته ورضاه. نظرة إيجابية وبدورها تقول سارة شرحبيل المشرفة المباشرة على النظافة بجميع الأقسام بالمطبخ النسائي: نظرة المجتمع السعودي تغيرت بالنسبة لعمل المرأة، فقد كنت من قبل 6 سنوات عاملة نظافة بالمطبخ النسائي ولم أخجل أبدا باعتبار مهنتي شريفة تحقق لي متطلباتي المعيشية، وقد تغيرت طبيعة عملي حيث أصبحت أشرف كل يوم على التأكد من عمل كل أقسام المطبخ النسائي، بنظافة وترتيب ابتداء من المواد الغذائية كالأرز والدجاج والخضار ووضع الكمية المحددة من البهارات على “البروست”، وأيضا اشرف على العاملات من حيث المظهر العام وعمل كل عاملة في قسمها الخاص بالمطبخ، وهناك تعاون بين الفتيات بالمطبخ الامر الذي يشجع على العمل بروح الفريق والانجاز الملموس، فالفتيات بالمطبخ يعملن كخلية نحل وهذا يحافظ على سمعة مطبخ الطازج اللامعة. خوف الأهل وتضيف نورة الغامدي: طبيعة عملي على ماكينة الديجتال الخاصة بطهي الطعام، حيث أشرف على مراقبة مدى نضجه. وعن تجربتها بالمطبخ النسائي تشير نورة إلى أن العادات والتقاليد العائلية بالبداية كانت ترفض أن اعمل بسبب جهلهم عن طبيعة العمل بالمطبخ وخوفهم علي من المشاكل، وحين أدركوا أنه لا خوف علي من الانخراط بالعمل في بيئة نسائية أصبحوا يشجعوني على مزيد من الجهد والمثابرة في عملي الذي أشعر من خلاله بالأمان وبالاعتزاز بالنفس لأننا لا نعلم ما الذي تخفيه لنا الأيام. وحول مخاوف الفتيات أشرن إلى أنهن ومنذ الصغر كن يخشين الخروج من المنزل، لكن حبهن للعمل وبحثهن عن التميز دفعهن للإقبال على التجربة، ولم يجدن أي صعوبة في ذلك، خاصة وأن العمل يلامس طبيعتهن بطهي الطعام، ويناسب قدراتهن كحس أنثوي بالتقدير الفطري لكمية المقادير في الطبخة في بيئة بعيدة عن الاختلاط تناسب مجتمعهن المحافظ. بيئة نسائية ومن جهتها أكدت عفاف الجلال مديرة قسم المسؤولية الاجتماعية بمجموعة الطازج: أن الفكرة بدأت قبل 5 سنوات كخطة من الطازج لتنويع مجالات عمل المرأة في أنشطته كأولوية في الاستثمار برأس المال البشري، وزيادة التثقيف الاجتماعي بدور المرأة متى ما منحت الثقة والاهتمام والتدريب. وأشارت إلى أن بيئة العمل نسائية 100% وهذا ما شجع الأسر لقبول عمل بناتهن، حيث أن هناك ما يقارب 100 فتاة تعمل بكل الأقسام وهن وباستحقاق اثبتن جدارتهن في الالتزام والمسؤولية في إنجاز أعمالهن بكل فخر واعتزاز، ونحن في صدد فتح المجال لعدد أكبر من الفتيات وتوسيع العمل النسائي في مجموعة الطازج في ظل زيادة الطلبات على المطبخ، وأصبحت هناك ضرورة لفتح مجال أكبر للفتيات.. ولكن مسألة الزيادة تحكمها عوامل التوسع في أعمال الطازج بما يخدم هرميا نسبة حضور المرأة في الكادر البشري للطازج. وتضيف الجلال: لا شك أن إيجاد فرص عمل كافية للمرأة، وتنويع تلك الفرص بما يعزز من حضور شرائح نسائية مختلفة في المهارات والمؤهلات وهو أمر يخدم خطط الاقتصاد الوطني في التقليل من نسب البطالة عبر الحلول المستدامة لخطط التنمية، ومن أهمها تمكين المرأة من العمل خاصة حيث أنها تمثل نحو 50% من السكان، كما أن إعطاء الثقة لفتياتنا في المشاركة بالأعمال التي كانت حكرا على العمالة الرخيصة من الخارج يعكس توجهات التحديث نحو نظرة المجتمع لعمل المرأة.. ولكن كما أسلفت أن زيادة عدد الفتيات في المطبخ مرهونة بالاستجابة لمبررات التوسع وطبيعة المناخ الذي تفضل الفتيات العمل به، وهي أمور ندرسها بعناية، ونحن بصدد إطلاق مبادرات مستدامة ستكون المرأة جزءا كبيرا من الحل فيها.