* لا أثقُ كثيرًا في الرسائل «الإيميلية»، وبعض ما تتداوله المنتديات والمواقع الإليكترونية. إذ إن البعض منها لا يعدو أن يكون تصفية حسابات، أو إساءة للآخرين، ولكن يجب أن لا تهمل وأن نتأمل بعض ما فيها. * أمس الأول حمل البريد الإليكتروني رسالة من قارئ يقول فيها إنه من العاملين في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، ويذكر أن الجامعة حينما أنشأت هذا المستشفى خصّص موقعًا في البدروم، وتم تجهيزه على أنه مغسلة تتولّى أعمال التنظيف والتعقيم لكل القطع القماشية التي تُستخدم في العيادات، وأقسام التنويم، وبقية المعامل والمختبرات، إلاّ أن الإدارة ألغت الفكرة، وتعاقدت مع مغسلة شعبية تقع في حوش بحي كيلو 14، وأرست عليها عملية غسيل وتنظيف جميع الشراشف، وبيوت المخدات، والمناشف الخاصة بالمرضى، وبمبلغ سنوي يزيد عن ستمائة ألف ريال، ويرى المرسل أن هذه مخالفة تُعرض المرضى والعاملين لانتقال العدوى؛ لأن عمليات الغسيل والتعقيم لمثل هذه القطع تتم وفق متطلبات، ومواد معيّنة تضمن عدم تلوثها، مشيرًا إلى أنها تُنقل يوميًّا بعد غسلها عبر سيارة وانيت، وتتعرض للأتربة والغبار. * هذه الرسالة ذكّرتني بما رأيته في أحد المراكز السكنية المفروشة في جدة منذ شهرين، حيث وجدتُ أن بعض المخدات ذات اللون الأبيض في الشقة تحمل اسم وشعار المستشفى العسكري بجدة، وقد أثار الموقف فضولي، وسألت أحد العاملين فأجابني أن ذلك قد يحصل في المغاسل، أو ربما ان المستشفى باع بعض أثاثه المستهلك بالمزاد العلني، وكان من بينه تلك المخدات. * في اعتقادي أن لجوء المستشفيات الكبيرة إلى المزاحمة في مغاسل الأحياء الشعبية يضر بسمعتها أولاً، وقد يعرّض مرضاها ومنسوبيها للعدوى، وربما تنتقل الأمراض من ملابس النزلاء إلى الأبرياء الذين يتعاملون مع هذه المغاسل دون علمهم أنها تخلط ثيابهم مع شراشف المستشفيات. أتمنى أن لا يكون ما ورد في هذا الإيميل حقيقة، وإن كان كذلك فعلى إدارة الجامعة إعادة النظر، وإنقاذ أطراف الموضوع من مخاطر العدوى والأمراض حتى لا ينتقل دور المستشفى من الرعاية والعلاج إلى نشر الأمراض وتوزيع الأوبئة في الأحياء.. ويا أمان الخائفين.