هذه التنظيمات الغريبة التي تنفّذها الرئاسة العامّة للحرمين الشريفين عند توزيع ماء زمزم في محطّتي كُديّ وغزّة، ستجعل أهل مكّة عطْشَى له، وهم ما سكنوها منذ عهد أبينا إبراهيم عليه السلام إلاّ لأجله ولمجاورة البيت العتيق!. في محطّة كُديّ يكون التوزيع من الساعة (8) صباحًا إلى (12) ظهرًا، وهو وقت عمل أو دراسة لرجال مكّة وفتيانها، فهل المطلوب أن يتركوا أعمالهم ودراستهم أو يأخذوا إجازة للحصول على ماء زمزم خصوصًا أنّ تعقيدات إثبات الكفالة تواجه سائقيهم لو بعثوهم بدلاً منهم، فما بقي إلاّ نساء مكّة، ولو فعلْنها لانهالت عليهنّ الاعتراضات، فهذا اختلاط مُبين، وعجبي، فمن أحوجهنّ للاختلاط فيما لو حصل؟ كما أنّ اختزال وقت التوزيع في (4) ساعات فقط أحال المحطة لبُقْعة لا تجد فيها موطئ قدم من الازدحام، وأعطى الضوء الأخضر لسوقٍ سوداء ومضاربات ومشاحنات لم يُنْعَم بماء زمزم على أهل مكّة لأجلها!. وفي محطّة غزّة، ورغم عملها طيلة اليوم، إلاّ أنها ولقربها من المسجد الحرام وانعدام مواقف السيارات بجانبها يصعُب الحصول على ماء زمزم منها، وأحيانًا يستحيل، إلاّ بمواجهة المرور ونيل المخالفات، فيا حظّ المرور بفلوس المخالفات وما أسعده بمصائب القوم.. الفوائد لغيرهم!. إنّ زمزم لما شُرب له، وأهل مكّة صاروا لا يشربونه، وهو طعام طعم وشفاء سقم، وهم صاروا لا يطعمونه ولا يعالجون به سقيمهم، وهو براءة من النفاق لو تضلّعوا به، وهو (فين؟) كي يتضلّعوا به؟ وهو معين يضمن ديمومته ربّهم، وبعضنا.. مصيبة إن ظنّوا أنه سينضب، وعطشهم السابق والحاضر للمياه العادية كبير، لكنّ عطشهم لماء زمزم أكبر، فمن يروي ظمأ جيران بيت الله العتيق!. فاكس 026062287 [email protected]