تسبب التستر التجاري من قبل مواطنين إلى سيطرة “الوافدة” على الحركة التجارية في حلقة الخضار بالمدينةالمنورة؛ فيما يكتفي المواطن السعودي بتواجده الشكلي فقط؛ تحسبا لأي مشكلة قد تقع للوافد. وقال مواطنون: إن العمالة سيطرت على حراج الفجر وعلى معشق الثلاجات وساحة الحبحب والخربز والدكاكين المحيطة بالحلقة، كما أنهم يقومون بدفع العربات لنقل البضائع للزبائن. وأضافوا أن حلقة الخضار هى أكثر الأماكن احتضانا للعمالة الوافدة لعدم وجود رقابة مستمرة على الحلقة من الجهات المعنية.. “المدينة” التقت ببعض الباعة واستمعت إلى شكاواهم.. بلا رخصة نظامية محمد على قال: نمارس البيع في الحلقة منذ عشرات السنين، ولم نشاهد هذا الكم الكبير من العمالة الوافدة يغزون الحلقة بشكل كبير لدرجة أصبحوا يسيطرون على حراج الفجر ويزايدون في البضائع حتى يأخذوها لحسابهم، وقد أبلغنا شيخ الدلالين أن هذا الوضع أصبح لا يطاق وأصبحنا نحن السعوديين نشتري البضائع من هذه العمالة الوافدة. وقال إبراهيم عيادة وعبدالرحمن آل عبدالله: أصبحت حلقة المدينة مقر عمل لمن لا عمل له من العمالة الوافدة ممن يعملون بدون رخصة عمل ونطالب الجهات المعنية بإيجاد حل عاجل والتقليل من هذه العمالة السائبة، التي ما إن تلتفت يمينا وشمالا، إلا وتجد هذه العمالة مسيطرة على المحلات التجارية. والحقيقة أن المشكلة مشتركة بين المسؤولين والمواطنين وخاصة المواطنين الذين يتسترون على هذه العمالة، حيث هناك من السعوديين ممن ليس له عمل يساعد الوافد على هذه الظاهرة. بلا رأس مال عبدالرحمن - خمسيني - يقول: فضلت أن أمتهن هذا العمل في صالة الخضار بالحلقة، لأنها لا تحتاج لرأس مال كبير سواء عربة قيمتها مائة ريال، وأبدأ العمل من الصباح الباكر وحتى نهاية السوق الساعة الثانية عشرة ليلا ولا نشترط على الزبون ونقوم باستقبال الزبون عند مدخل السوق أو عند وصوله لبسط الخضار. وعن الدخل اليومي لهذا العمل قال: ليس هناك دخل ثابت ولكن قد يصل الدخل الى 120 ريالًا. وقال عيد العلوي أنا أعمل في سوق الخضار منذ 30 سنة، ووجدت رزقي في هذا المكان وكنت أحمل بضائع الزبائن على ظهري قبل وجود العربات وبعد أن تم نقل سوق الخضار لهذه الصالة اشتريت عربية لنقل مقاضي الزبائن ولديّ رخصة نظامية من قبل بلدية السوق تسمح لي بمزاولة العمل، وأنا أصرف على والدي ووالدتي وحتى هذه اللحظة لم أتزوج، ومن التي ترضى بي وأنا دخلي الوحيد من هذا العمل ودخلي اليومي يتراوح من خمسين ريالا إلى مائة ريال. ونجد بعض المضايقات من بعض العمالة الوافدة وأغلبهم متخلفون. حملات متكررة من جانبه قال مدير جوازات المدينةالمنورة اللواء عبدالله الجهني: إن دوريات الجوازات والبحث والتحري تتابع جميع ما يجرى في سوق الخضار وفي المحلات التجارية التي تتواجد بها الجاليات بشكل كبير ونتابع ما يجرى من الجالية النظامية وغير النظامية والجوازات مسؤوليتها القبض على المتخلفين وترحيلهم، وهذه الحملات خففت من هذه الظاهرة كثيرا، حيث سيطرنا على شارع السلام وكر العمالة المتخلفة، مشيرا اللواء الجهني إلى أن مشكلتنا تكمن في عدم الوعي من قبل بعض المواطنين ممن يتسترون على هذه العمالة الوافدة رغم تحذيراتنا وتوجيهاتنا، ورغم العقوبات التي تطبق بحق المتستر وأتمنى أن يعي المواطن دورة في هذه القضية.