يزدهر المشهد الثقافي في مملكتنا بملتقيات الأندية الأدبية التي تقام سنويًّا، أو كل عامين، كما في نادي الرياض الأدبي، ولعلّ ملتقى تبوك “تحدّيات الخطاب الثقافي العربي” بما ناقش من موضوع ضخم، واحتمل من عناوين لبحوث كانت عميقة في البحث، وأسماء لباحثين من أطياف فكرية وثقافية متنوعة؛ فإن الملتقى قد كسب الرهان، وتميّز في كل ما سبق وذكرنا، ويضاف إلى ذلك النشاطات والزيارات التي قام بها النادي على هامش الملتقى والأمسية الشعرية التي لبت تعطّش الشعراء للمنبر وعشق الحاضرين للشعر. أسماء بارزة لبّت الدعوة، وشاركت في الملتقى سواء وقت عرضها لأوراقها المقدمة أو مشاركتها في النقاش الذي فتح نادي تبوك الأدبي الباب له ليكون هناك مجال للحوار والنقاش خلال الجلسات. لعل الخطاب الثقافي يحتمل عناوين كثيرة وجهات متعددة قد تشارك في صياغة هذا الخطاب لذلك احتمل التنوع في نوعية المواضيع والباحثين والمؤسسات كالمؤسسات التعليمية والإعلام الذي حظي بمساحة لا بأس بها. حين يحتمل هذا الملتقى كل هذا الحضور، واهتمام أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، وحضور معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة، فلابد أن تكون هذه كلها عوامل مهمة ودافعة لنجاح الملتقى، الذي كان في حفل افتتاحه خطاب مباشر من أمير تبوك خلال لقائه بالمثقفين والمشاركين، يؤكد الجسور التي يمدها أصحاب القرار مع أصحاب الفكر والإبداع لتأطير خطاب ثقافي يحظى بالتقدير والاهتمام، ودعم الدولة للمشهد الثقافي الرائع الذي يصل بها عبر فكر مبدعيها إلى العالم عبر لغة حوار راقية أرادها ملك البلاد. جمعية الثقافة والفنون بتبوك أبت إلاّ أن تشارك النادي الأدبي الترحيب بالضيوف من خلال الفعاليات التي أقامتها في الخيمة التراثية التي نصبت في الساحة المجاورة لمقر إقامة الضيوف والتي قدمت فنونًا شعبية مختلفة منها رقصة الدحة، وعزف على الربابة، وقصائد نبطية جعلت من المشهد بستانًا زاهي الألوان، وقد شارك المشاركون في الملتقى سواء في الرقصات أو في إلقاء القصائد. الرياض التي كنت تركتها في يوم افتتاح الملتقى تفاجأت بالمطر الذي أغرق شوارعها.. وكانت الأحوال الجوية فيها سببًا لتأخير عودتها، وكأن بتبوك تأبى إلاّ أن نكون أيامًا أخرى برفقتها لتؤكد على عكس رواية البلوي “لا أحد في تبوك” إننا كلنا في تبوك. كلنا في تبوك.. كنا هناك نشارك في مشهد أكثر من الرائع ليؤكد الملتقى فوزه برهان النجاح والتميّز، فألف شكر نادي تبوك الأدبي برئيسه المثقف وأعضائه المميّزين ومثقفيه الذين شاركوا في العرس الثقافي الجميل.