قال الضَمِير المُتَكَلِّم: قبل سنوات كنت في زيارة للمكسيك؛ ويومها تعجبت من أزياء النساء هناك إذ مظاهر العُري ظاهرة في الشارع بصورة لافتة لم أرها في أمريكا أو أوروبا سألت مرافقي عن السبب: فأجاب إنها عقدة النقص التي تلازم كثيراً من الفتيات المكسيكيات تجاه كل ما هو أمريكي؛ فالظاهرة التي تنتهي عندهم، يبدأ تقليدها عندنا؛ ولكن بشكل أعمق وتستمر لسنوات حتى يأتي غيرها وهكذا!! هذه الحادثة تذكّرتها وأنا اقرأ تقريراً نشرته صحيفة (شَمْس) في حلّتها الجديدة يوم الأربعاء الماضي؛ من داخل مركز متخصص في (مدينة الخُبَر) لتعليم النساء السعوديات على (التمايل وهَزّ الوسط )؛ هذا المركز المتخصص يقدم كُورساً من اثنتي عشرة حصة تدريبية مكثفة على أنغام الموسيقى مقابل ألف ريال؛ تعمَل على إتقان المتدربة الرقص الشرقي واللاتيني (المحتشم)؛ طبعاً الإضافة بين القوسين مقصودة حتى يكون رقصاً محافظا يناسب خصوصيتنا المعتادة!! إحدى المتدربات تؤكد أنها فعلت ذلك بأمر زوجها، وتضيف أخرى وهي طالبة جامعية (بات هذا الأمر منتشراً بين الفتيات كالنار في الهشيم)!! أيضاً أخت من جدة بعثت تقول: هناك العديد من الفتيات السعوديات يمارسن التدريب على رقصة «الهيب هوب» كوسيلة للترفيه وإضاعة الوقت!! طيب يا جماعة تقليد المكسيكيات للأمريكيات ربما تُفهم دوافعه؛ فهو من تبعية الضعيف للجار القوي والمتحضر، والمتقدم في كل شيء؛ ولكن تبعيّة فتياتنا وانشغالهن بتوافه المظاهر؛ ما أسبابه؟! هل هو الخواء والفراغ؟ هل سببه محدودية أماكن ووسائل الترفيه المناسبة لهنّ؟ هل هو ثوره منهنّ على الواقع خاصة إذا عرفنا أن موسيقى ورقصات (الهِيب هوب) بدأها الأمريكيون من أصول أفريقية عام 1970م رَدّة فِعْل لما تعرّضوا له من العنصرية ولإظهار ثقافة وفن مستقل فيهم للتعبير عن أنفسهم وما يعانونه من الفقر والبطالة والعنصرية والظلم؟! فهل النّساء عندنا يرقصن (الهِيب هوب) لأنهن ناقمات على واقعهنّ؟!! أسئلة أترك إجابتها للفتيات وللمختصين (وهِزّي.. هزّي يا نواعم)!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]