صدر للشَّاعر المصري أحمد الشَّهاوي ديوان شعري جديد عنوانه «أَسُوقُ الغَمَام» في سلسلة كتاب اليوم. وهو أول ديوان شعر يصدر في هذه السلسلة منذ إطلاقها قبل ستين عامًا في عام (1951م). يتكوَّن الديوان من ثمانية أقسام هي كعبةُ التَّاء،الأَوْراقُ الميِّتةُ تحيا في الموسيقى، اسُمكِ اسمٌ ثانٍ لي، قُلْتُ: فِكْرُكِ فيكِ يكفيني، أَشَفُّ مِنْ وَحْيٍّ مُنْتَظَر، رَائِحَةُ اسْمِكِ، عُلِمَتْ أَسْمَاؤُكِ، في كَفَّتيْكِ أَزِنُني, ويحتوي على ثماني لوحاتٍ حُروفية مستقاة من النصوص الشعرية للشَّاعر أحمد الشّهاوي للفنان محمود الهندي مصمم الغلاف . وتحت أقسام تأتي تسع وخمسون قصيدة، إضافةً إلى نصوص شعرية أتت دون عناوين تشكل وحدها لَوحةً فسيفسائيةً ذا قطعٍ ونقوش بارزة وغائزة فيما يشبه الحفر على الخشب أو الزنك أو الظرق على النحاس وهي تجربة استخدمها الشاعر من قبل في أعمال شعرية سابقة بأشكال مختلفة . وتقول الكاتبة نوال مصطفى رئيس تحرير سلسلة «كتاب اليوم» في تقديم الديوان إن أحمد الشهاوي هو شاعر يتنفس الحرف ويذوب في الكلمة.يسبح في بحور المعنى. يغوص في أعماق كتب المتصوفة، ويصطاد من بطونها لآلئ الكلمات وجواهر المغزى. شاعر يبني أبياته بيتًا بيتًا وشطرة شطرة، كأنه يشيد بناءً يتطلع إلى ملامسة النجوم في سماواتها البعيدة، ويتوق إلى القبض على المعاني المخبوءة في قلوب البشر. أراه شاعرًا مخلصًا لموهبته قبل أي شىء آخر في الحياة، كأنه يرى حياته كلها قصيدة شعر طويلة ممتدة بطول أيامه وسنينه. ومن قصائد الديوان الوَاحِدُ لاَ يَنْقَسِمُ عَلاَمَتَا اسْتِفَهَامٍ مَقْلُوبَتَانِ إِحْدَاهُمَا تَسْأَلُ وَالثَّانِيَةُ تُفَكِّرُ أَنْ تَصْحُوَ مِنْ نَوْمِهَا وَتَسْأَلَ. قَتِيلُ العِبَارَةِ يُتَمْتِمُ التُّرَبيُّ حَامِدًا كُلَّمَا مَاتَ أَحَدُهُمْ. يَشْكُرُ تَاجِرُ القمَاشِ رَبَّهُ كُلَّمَا كَانَ الجُثْمَانُ ضَخْمًا. يَبْتَسِمُ فَقِيهُ القُرْآَنِ مَعَ كُلِّ مَأْتَمٍ وَيَسْعَدُ إِذَا مَا جَاءَهُ مَأْتَمَانِ فِي لَيْلَةٍ. يَبْكِي الدَّيَّانَةُ مُنْتَظِرِينَ الدَّيْنَ المُؤَجَّلَ أَنْ يَعُودَ. وَحْدَهُ المَيِّتُ يَطِيرُ مَحْمُولاً يَبِيتُ لَيْلَتَهُ فِي عُزْلَةٍ لاَ يَتَذَكَّرُ إِلاَّ البَنَّا الذِي بَنَى قَبْرَهُ عَلَى عَجَلٍ.