قرر البيت الأبيض أن يجري بعض أعمال الترميم في جزء منه وليعمق الصداقة مع دول العالم قرر أن يحصر المنافسة بين مقاولين من الدول الصديقة مستبعداً المقاول الأمريكي.. وتقدم الكثير من المقاولين العالميين للفوز بهذا الانجاز وحصر المنافسة بين مقاول مكسيكي وفرنسي وعربي وكانت نتيجة فتح المظاريف أن تقدم المقاول المكسيكي بعشرة آلاف دولار وعندما سألوه شرح لهم أن هذا العمل يستغرق من الوقت كذا والعمالة كذا.. ويبقى ألفا دولار ربحا مجزيا علاوة على الانجاز التاريخي الذي يضاف إلى سابقة أعماله، أما الفرنسي فتقدم بمبلغ مائة ألف دولار وشرح لهم آلية عمله موضحاً تكاليف الرسومات والفنيين الذين سيرسمون وينحتون التحف والتماثيل ناهيك عن أوراق الحائط التي سترسم وتصنع خصيصاً لهذا الجزء وغيرها من التكاليف الباهظة، أما العربي فتقدم بمليون دولار وعندما سألوه تلفت يميناً ويساراً وكأنه يبحث عن من يراقبه وأرخى رأسه وأشار لهم بعينه وبابتسامة صفراء وقال لهم نصف مليون لكم وأربعمائة وتسعون لي وتساءلوا بدهشة غريبة لم يتبق من المليون إلا عشرة آلاف دولار عندها رفع يديه وقال لهم سوف نعطيها للمكسيكي ليقوم بالعمل لابد من الأمانة يا إخوان !!! تذكرت هذه الطرفة الساخرة جداً والتي ترسم بشكل كاركتيري أحوال المقاولين في العالم العربي وأنا أقرأ سيل الخبر الذي تحدث بإسهاب عن سيول جدة وأكثر ما قرأت كان يتساءل عن من هم المتسببون في ذلك ؟ وكيف سنعاقبهم ونتائج اللجنة وإلى من تشير أصابع الاتهام ؟ بينما في اعتقادي أن السؤال الأهم كيف تمكنوا من ذلك كيف استطاعوا اختراق كل الشروط والمواصفات واللجان والأجهزة الرقابية ومحاضر الاستلام و و و و كثيرة هي الحواجز ولكن كيف تم اختراقها ثم نتساءل.. من هم الذين اخترقوها.. نعم الفساد موجود في كل مكان في العالم وقد يطال أفضل الإدارات ولكن يجب أن تغلق الثغرات كما أن هناك سؤالا لا يقل أهمية كم من فساد يحتاج إلى سيول من الأمانة والفكر والرقابة لكشفه فهو بعيد عن مجاري السيول والأودية؟! ومن الواضح أن معظم ما يحتاج إلى رقابة صارمة هو في المشاريع الحكومية الأساسية والسؤال هنا لماذا وزارة الصحة تبني المستشفيات ووزارة التعليم تبني المدارس وكل وزارة لديها شؤون هندسية ومناقصات ومشروعات لقد أوصى منتدى الرياض الاقتصادي لعام 2007م بإنشاء وزارة للبنية التحتية وهذه الوزارة من شأنها أن تحصر كل تلك المشروعات تحت سقف واحد وجهاز رقابي محكم فتكون هي الوزارة التي تنشئ المدارس والمستشفيات والطرق وغيرها من مشروعات التنمية والوزارات الأخرى مشغلة فقط وتتفرغ لمسؤولياتها الجسام وجودة خدماتها الصحية التعليمية وغيرها.. وبهذا نرفع عن كاهلها الكثير من الأعباء ولقد كان لدينا وزارة الأشغال العامة؟ إنها مجرد تساؤلات معتمدة على أن كيف.. أهم.. بكثير من.. من هم ؟! [email protected]