ومواصلة لفعاليات الملتقى في يومه الثاني، شهدت الجلسة الثانية مناقشة محور «مفهوم الخطاب الثقافي ومكوناته»، حيث أدار الجلسة الدكتور عبدالمحسن القحطاني وسارة البلوي، فيما شاركت بالورقة الأولى الدكتورة حباب عثمان الأستاذة بجامعة تبوك متناولة قضية «سيكولوجية الخطاب الثقافي ودور القدرات العقلية»، أشارت في سياقها إلى مكانة العقل بوصفه وسيلة الإنسان في التواصل وممارسة دوره في الحياة بكل فعالية، أعقبها الدكتور فهد العرابي الحارثي بورقة تحت عنوان «سؤال السيطرة على المستقبل» أوضح في ثناياها أن «الحضارة والتقدم ليست حضارة القلة التي تقود التقدم بل حضارة الشعب كله الذي يشتغل بهذا التقدم وينجزه فعلاً»، مشيرًا إلى أن الفوائد الاقتصادية التي تجنى من التعليم تعادل 43 مرة ما أنفق عليه، مبينًا أن الأجيال بمستقبلها تمثل التربة الخصبة التي تنمو فيها تلك الأفكار وتتكاثر ولا أحد غير الأجيال يستطيع أن يحوّل تلك الأفكار إلى رخاء ورغد في العيش وفي الاقتصاد وفي السيطرة على المستقبل.كما تناول العرابي في ورقته استئصال التخلف في الوطن العربي بوصفه السبيل إلى السير قدمًا في مضمار التطور الاقتصادي والاجتماعي مضيفًا: إن العرب أضحوا في مستويات دنيا من التخلف والجهل بسبب عدم اهتمامهم بالتعليم على عكس المجتمع الغربي والذي استطاع أن يوفر لأفراده الأسس المادية والمعنوية التي تفضي إلى حياة إنسانية حقة، فتقرير إستراتيجية تطوير التربية العربية يشير إلى ضعف الكفاية الداخلية للنظم التعليمية العربية مما أدى إلى ضعف الكفاية الخارجية لها.واختتم العرابي ورقته بالإشارة إلى أهم شروط السيطرة على المستقبل الماثلة في استيفاء عناصر بناء القوة اللازمة وأبرزها الاستثمار في عقول الناشئة. ثالث الأوراق قدمها سعد بن سعيد الرفاعي بعنوان «فصل الخطاب في مفهوم الخطاب» ناقش في سياقها إشكالية مصطلح الذاكرة العربية التأصيلية للخطاب، ومفهوم الخطاب في النظريات والمناهج الحديثة، وتحليل الخطاب، والاعتبار اللغوي للخطاب، وتعريف الخطاب الثقافي والعوامل المؤثرة فيه. وقد شهدت الجلسة العديد من التساؤلات توجهت بشكل كبير إلى الدكتور العرابي؛ حيث شارك فيها الدكتورة جميلة منقرة، والدكتور يوسف الثقفي، والدكتورة مريم الأحمدي، والدكتور محمد الهرفي.