يعد أمان الأبناء الصغار وحمايتهم أهم أولويات الأهل، في الوقت الذي لا يبالي فيه هؤلاء الأطفال بحماية أنفسهم، وتوجه الكثير منهم لممارسة ألعاب وهوايات خطرة، حيث يؤكد علماء النفس أن الكثير من الأطفال في سن معينة لا يدركون عواقب الأشياء، وكثير منهم يحكمهم الخيال في كثير من الأحيان، وخاصة عندما ينفرد بأقرانه للعب أو حتى للعب بمفرده، حيث يحاول أن يحاكي بعض الحركات التي يراها في أفلام الكرتون والرسوم المتحركة، بل وبعض أفلام الحركة التي يراها على الشاشات دون رقابة الأهل، وهو ما يوقعهم في كثير من المخاطر التي قد تهدد حياتهم أو سلامتهم. “المدينة” ناقشت مع الأمهات والمختصين كيفية التعامل مع تلك الهوايات أو السلوكيات الخطرة التي يقدم عليها بعض الأطفال في سن مبكرة. ألعاب خطرة تقول أم فارس: كثيرا ما كنا نلحق بابني وهو يتسلق النافذة بارتفاع 3 طوابق، ورغم محاولاتي المتكررة لمنعه إلا أنه كان يصر على ذلك ويغافلنا ليكرر نفس الشيء، اتبعت العديد من الوسائل لمحاولة ردعه مثل التعنيف والتهديد بالعقاب، بل وبالعقاب ذاته ولكنه لم يرتدع. وتقول أم فيصل: لم يكن ابني ميالا لهذا النوع من المخاطر حتى انفصلت عن والده، ولأنه كان يشاهد والده وهو يمارس العنف معي أصبحت أراه يحاول تجربة كل ما هو خطير من محاولة إطفاء النار بيده المجردة إلى والقفز من أماكن عالية، أو التسلق على الأشياء المرتفعة. وتشير أم فهد إلى حالة طفلها الذي كان شغوفا بأفلام الحركة وأفلام الكرتون وألعاب البلايستيشن، وكان كلما رأى فيلما أو لعب لعبة قام ليعيد نفس المشاهد، حيث يحاول ضرب أخوته بنفس الطريقة، ويلقي بنفسه على الأرض بشكل شديد العنف، ويحاول الطيران من الأماكن المرتفعة، حتى كسر ذراعه ذات مرة، وقد استشرت طبيبا في ذلك الأمر فنصحني أن أمنعه من مشاهدة الأشياء العنيفة. لفت الأنظار وتوضح الأخصائية الاجتماعية أمال الجهني أن تعلق الطفل بالألعاب والهوايات الخطرة له أسباب نفسية تدل على أن الطفل يشعر بتهميش في وسطه الأسري، مثلا في حالات الطلاق وما قبله، وانه يحتاج للفت انتباه أسرته، فتلاحظ أن الطفل يقوم بمضاعفة المخاطرة في تصرفاته لزيادة لفت النظر أو الشعور بلهفة أمه عليه، ولكن هذا الطفل يخاف عليه في مستقبله من أن يتمادى في مخاطرته، لأننا هنا لا نعتبره شخصا عاديا إذ انه يشعر بأنه لا يملك شيئا يخسره، وأن حياته ليست مهمة، لذا فالحل الأنسب أن يتقرب الوالدان من الابن كثيرا ويتحملانه لأقصى درجة ويحاولان أن يشرحا له نتائج فعلته ومخاطرها، ويؤكدان له أن جميع من حوله يحبونه ويخافون عليه وان نتيجة فعلته هذه قد تكون الموت، أي لا بد من محاولة إقناعه بخطئه بدون أي عنف أو تسلط، كما يجب أن ألا تتوفر له مشاهدة العنف من خلال الأفلام أو الألعاب أو الرسوم المتحركة، لأن ذلك يشجعه على تقليدها، واقترح أيضا أن يعرض هذا الطفل على طبيب نفسي لكي لا يؤذي نفسه، فمن الممكن أن يتصرف بشكل غير مسؤول فيمتد ضرره إلى الغير.