في رحلتي الأخيرة للولايات المتحدة لاحظت تطبيق نظام جديد اسمه (التصريح الأخضر) Green Pass يسمح للسيارة الحاملة له بالانطلاق دون توقف في الخطوط السريعة، وبدون بوابات كما كان الوضع سابقاً من حملة تصريح مماثل، لكنه أدنى درجة من حيث التقنية والتطور. وأما السيارات الأخرى، فلا بد أن تمر عبر خطوط جانبية في الجانب الأيمن ليدفع سائقوها نقداً آلياً أو يدوياً. ما المهم في هذا الخبر؟! المهم والأهم هي الأفكار المبدعة الجديدة التي توظف التقنية لحل المشكلات دون تأخير. طبعاً معظم القرارات (هناك) تُبنى على إحصائيات علمية، فمثلاً تبين خلال الفترة من 2000 إلى 2005م، زيادة فترة التأخر لكل راكب سيارة في منطقة العاصمة الأمريكيةواشنطن بمعدل 8 ساعات سنويا، والذي يُترجم إلى قرابة 20 مليون ساعة تأخير لساكني العاصمة وضواحيها وزوارها مما يعني استهلاكاً متزايداً للنفط وتلوثاً إضافياً لمنطقة ملوثة أصلا بامتياز. وللتخفيف من هذه الاختناقات في واشنطن وغيرها من المدن الأمريكية الأشد ازدحاماً مثل شيكاغو ونيويورك ولوس أنجلوس، برزت فكرة فرض رسوم لاستخدام بعض الطرق المزدحمة. وتعتمد مبالغ هذه الرسوم على عدد الأميال التي تقطعها المركبة، ومستوى الازدحام عند مرور المركبة ونوع المركبة. الهدف هو التخفيف من الازدحام وتقليص فترات المكوث داخل المركبات، وكذلك ضبط المواعيد بصورة أدق، كما سيساعد الحكومات على استثمار أكثر فعالية للبنى التحتية المرورية. الفكرة في حد ذاتها ليست جديدة تماما، وإنما سبقت إليها بعض المدن مثل لندن وغيرها. وماذا عن إسقاط الفكرة على مدننا المزدحمة خاصة الرياض وجدة!! طبعاً لسان الحال يقول مستحيل! مع أن المعاناة المرورية اليومية تشكل كابوساً تهون أمامه الدراهم. لكن هل بنيتنا التحتية والفوقية المرورية تساعد على تطبيق أفكار من هذه النوعية المستقبلية جداً بالنسبة لنا. شيء واحد مؤكد هو أن الاختناقات المرورية في تزايد، ولن تجدي معها الحلول التقليدية بعد عقد أو عقدين من الزمان. وشيء آخر مؤكد هو أننا دائماً ننتظر المشكلات حتى تشتد ثم نبدأ البحث عن حلول سبقنا إليها الآخرون منذ أمد طويل. [email protected]