اتهم كبير مساعدى الرئيس السودانى منى أركو مناوى الجامعة العربية بالغياب طويلاً عن إقليم دارفور مما جعل الإقليم مسرحا للحرب والاضطرابات المتواصلة .. وقال مناوى الذى يقود فصيل حركة تحرير السودان – فى حوار أجرته معه " المدينة " إن الغياب العربي يفتح الباب لمزيد من التوتر فى الاقليم ويؤخر من فرص التوصل إلى اتفاق سلام ينهى الحرب .. لكنه أكد فى الوقت ذاته أن المسار التنموى يجب أن يقترن بالمسار السياسي فى الدوحة. وانتقد مناوى تطبيق اتفاق أبوجا وقال إن هناك بنودا كثيرة فيه لم تنفذ منها الترتيبات الأمنية والخدمة المدنية والأوضاع الإنسانية ، داعيا إلى التطبيق الكامل لكل بنود اتفاق أبوجا .. ووجه مناوى انتقادا شديدا إلى قصر الرئاسة فى السودان ووصفه ب " المهزوز " لكنه أكد فى الوقت ذاته أن علاقته بالرئيس البشير جيدة وقال إنه شخصية جيدة على المستوى الشخصي وهو رجل ودود ويمتاز بالبساطة في التعامل مع الناس وخفيف الظل ويميل إلى النكتة .. وفيما يلي نص الحوار : بداية كيف تقيمون زيارة مجلس الجامعة العربية إلى دارفور مؤخراً وافتتاح مشاريع بالاقليم ؟ لقد تأخرت الجامعة العربية كثيرا عن الوجود فى دارفور رغم تردي الأوضع هنا وكنا نتمنى لو أن هذا التواجد كان مبكرا ، حينها ستكون الاوضاع أفضل عما هى عليه الآن .. لكن الزيارة عموما أسهمت فى جعل الاقليم فى بؤرة الاهتمام عربيا وساعدت على جعل أهل دارفور يدركون أن هناك من يشعر بمعاناتهم .. لكن هذا يجب أن يقترن بتحرك سياسي ناجح يجعل الأوضاع مستقرة تماما فيما بعد. • هل تعنى بذلك الحوار الدارفورى فى الدوحة ؟ تماما .. المسار السياسي يجب معالجته فى دارفور مثل ملف التنمية وهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض لقد بدأت عجلة التنمية والاصلاح الاقتصادى فى دارفور ويجب أن يدعمها الوصول إلى اتفاق سياسي شامل ينهى الصراع فى الاقليم. • وهل أنتم متفائلون بمسار مفاوضات الدوحة ؟ أنا مع أي خطوة تحقق السلام ولكن ما يحدث في الدوحة يعيبه بعض الأمور وهى التركيز على طرفين فقط ، المؤتمر الوطنى الحاكم ومن يمثله ، وفصيل خليل إبراهيم .. يجب أن يكون هناك حوار شامل لا يستثني أحدا .. في اعتقادي أن ملتقى أهل السودان كان أكثر قيمة من الذي جرى في الدوحة باعتباره كان يسعى لتحقيق سلام شامل في دارفور والتوصيات التي خرجت عن ملتقى كنانة كانت مفيدة ، لكن يبدو أن الوسيط القطري لم يعتمد عليها ولم يرجع لها ، والحضور الاقليمي والدولي فيها كان ضعيفا للغاية وبمستويات أقل من المتوقع ولم تكن تؤهله لإيجاد سلام حقيقي. لكنى أؤكد مجددا أننا لسنا ضد أى اتفاق يساهم ولو مساهمة ضئيلة من أجل تحسين الأوضاع بدارفور. • وما الذي يحول من وجهة نظركم دون إنهاء الصراع فى دارفور ؟ اعتقد أن السبب الرئيسي هو غياب الإرادة الحقيقية بالرغم أنها هي القادرة على تحقيق سلام ، وفي حال غياب هذه الارادة لا أعتقد أن أي محاولات يمكن أن تحقق اختراقا لمعالجة أزمة دارفور. • إلى أى مدى يمكن أن يسهم غياب فصيل عبد الواحد النور فى فشل مفاوضات الدوحة ؟ أعتقد أن موقف عبد الواحد الرافض للحوار يعتبر خطأ كبيرا وغير مفهوم ، فإذا كنت ترفض الحوار كيف يمكن أن تعالج الازمة ؟ فالحديث المبالغ فيه عن شعبيته في دارفور تنقصه الدقة والموضوعية فكيف تكون له كل هذه الشعبية التي اعلن عنها وهو خارج دارفور ويقيم في فنادق سبعة نجوم في أوروبا ويقتات من المتاجرة بقضية دارفور وأهلها ، وحديثه عن شعبيته الضخمة في دارفور هو للاستغلال الإعلامي ليس أكثر. •هل حدث خلل فى تنفيذ اتفاق أبوجا؟ هناك جوانب هامة كثيرة لم تنفذ في أبوجا منها الترتيبات الأمنية لم ينفذ منها أي شيء ، وهي صفر على الأرض ، وكذلك الخدمة المدنية ، وفي الأوضاع الإنسانية ، هناك آلية مشتركة بيننا وبين الحكومة لم تتم أصلا إلى الآن ، وهذا سبب أساسي في أن الأوضاع الإنسانية مازالت كما هي تقريبا باستثناء بعض التحسن النسبي لكن فى مجمله ضعيف. لقد وقعت مع الخرطوم اتفاق سلام في أبوجا عام 2006 ، ورعم أننى موجود فى القصر الرئاسي الآن ، إلا أننى أقول إن القصر مهزوز وهناك حالة من عدم المساواة بين الموجودين فيه .. ونحن نعاني من عدم الالتزام بتنفيذ كل بنود اتفاقية أبوجا .. إن نصوص اتفاقية أبوجا تقول إن منصبي كبير مساعدي رئيس الجمهورية بصلاحيات نائب رئيس ، ومن حقي أن أشارك في المجلس الرئاسي وأحضر كل الاجتماعات ، ولكن لم يلتزموا بهذا النص .. ليس هذا فقط ، بل أنا من المفترض أن أكون عضوا فى مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء ، وهذا كله لم يحدث. • هل تخشى من القادم فى السودان ؟ أعتقد أن هذا العام2010 سيشهد مخاطر كبيرة فى البلاد .. كما أن الوضع فى دارفور رغم تحسنه النسبي وكأنه نار تحت الرماد بسبب انفراد المؤتمر الوطني بالسلطة وعدم احترامه للاتفاقيات التي وقعها مع القوى السياسية ، مما يعني أن ذلك مقدمة لتفكيك السودان وزوال السلطة من يد المؤتمر الوطني نفسه. • هل يعنى ذلك أن علاقتكم بالرئيس البشير متوترة ؟ لا .. الرئيس البشير شخصية جيدة على المستوى الشخصي ، فهو رجل ودود ويمتاز بالبساطة في التعامل مع الناس وخفيف الظل ويميل إلى النكتة. • ننتقل إلى جنوب السودان .. كيف ترون مستقبل الجنوب فى المستقبل المنظور ؟ الواقع أن الجنوب منفصل ، والاستفتاء القادم سوف يؤكد وجهة نظري.