توجد الخلايا الجذعية في جميع أنسجة الجسم المختصة كالعظام والدم والحبل السري. وتوجد هذه الخلايا في الاطفال والبالغين على حد سواء، وهي ذات أهمية كبرى لإمداد الانسجة بالخلايا التي تموت كنتيجة طبيعية لانتهاء عمرها المحدد في النسيج، ولكن باستطاعتها أن تتكاثر لتصنع نسيجا خاصا للجسم، مثل الكبد أو نخاع العظم او الجلد وغيرها. كما توجد «الخلايا الجذعية» أيضا في أسنان الأطفال وضروس العقل، ويتم استخراج هذه الخلايا من الأسنان التي ترمى عادة بعد الخلع ويمكن استخدامها فيما بعد لاعادة نمو الأجزاء التالفة من الأسنان. بمعنى أن نعيد نمو ما تم تلفه بمجرد عملية ترميم طفيفة في قناة العصب دون الحاجة إلى حشو قناة العصب أو إجراء تاج كبير. هذه الخلايا لا تزال قادرة على البقاء لمدة اسبوع تقريبا بعد خلع الأسنان إذا كانت مخزنة في ظروف مناسبة، ولكن الفاعلية القصوى تكون بعد الخلع مباشرة. وفي العادة يتجاهل الناس ضروس العقل وأسنان الأطفال بعد الخلع. أما الآن فيجب التأكيد على الحفاظ عليها، حيث استطاع فريق علمي ولأول مرة ايجاد طريقة لتجديد اثنين من المكونات الرئيسية للأسنان – اللب (العصب) والعاج – بعد نجاح التجربة على عينة من الفئران التي تم استخدامها لتزويد الأكسجين والغذاء لتجديد أنسجة الإنسان. ومن خلال استخدام هندسة الأنسجة والخلايا الجذعية، استطاع الباحثون ملء قناة عصب فارغة بنسيج جديد مكون من العاج والعصب والدورة الدموية داخل السن. ويتم الآن اختبار نجاحها وسلامتها في عدة أبحاث على الحيوانات الكبيرة في جامعة بوسطن الأمريكية قبل تطبيقها على البشر. هذا الاكتشاف سوف يحدث ثورة وتطورا في مجال طب الأسنان من خلال المساعدة على الحفاظ على الأسنان، حيث تعد هذه الخلايا الجذعية مصدرا غير محدود لترميم الأنسجة، وربما في نهاية المطاف إعادة نمو السن بكامله من نقطة الصفر، حيث يوجد لدينا بعض الأدلة والبحوث في الحيوانات التي تشير إلى أنه احتمال وارد وحقيقي. دائما ما يتم استبدال التكنولوجيا القديمة بالتكنولوجيا الجديدة. وفي الوقت الحاضر تعد زراعة الأسنان ناجحة كثيرا حيث يمكنك الحصول على زراعة بعد خلع الأسنان مباشرة ولكن استغرق هذا الامر حوالى 30 أو 40 سنة للوصول الى هذه المرحلة من النجاح. وربما في المستقبل سيكون بامكاننا إعادة نمو الأسنان بكاملها الذي قد يستغرق أعواما، ولكن بمجرد نضوج هذه التكنولوجيا قد تحل مكان زراعة الأسنان في القريب العاجل.