* مع إطلالة الانتخابات البريطانية في السادس من شهر مايو المقبل تطرح الصحافة البريطانية أسئلة عدّة حول ماهية الشخصيات التي سوف تقود الأحزاب الرئيسة الثلاثة في بريطانيا، ومن أهمها الخبرة الإدارية التي يتمتع بها زعيم كل حزب. ففي الماضي كانت الطبقات السياسية تجمع على أن رئيس الوزراء المنتخب، يفترض أن يكون قد تقلّد أحد أهم الوزارات من أمثال: المالية، والداخلية، والخارجية (جيس كالاهان العمّالي 1976-1979م تنقل قبل انتخابه بين هذه المناصب جميعها)، وبين زعماء الأحزاب الحاليين -الوحيد- الذي يملك خبرة إدارية (جوردون براون). فلقد ظل وزيرًا للمالية منذ صعود حزبه سنة 1997م، حتى استقالة توني بلير مضطرًا قبل حوالى عامين، وتعرّض (براون) لهزّات عنيفة يُرجعها بعض المحللين إلى فقدانه لعاملين: أحدهما الرؤية الاستشرافية، والآخر عدم توفر شخصيته على (الكرزما) chrisma، بينما في المقابل يفتقد زعيم المحافظين (ديفيد كميرون) Cameron، ونظيره في السن (43) عامًا، نيك كليغ Clegg -زعيم حزب الأحرار الديمقراطيين- الذي من المتوقع أن يرجّح كفة أحد الزعيمين لرئاسة الوزراء بسبب مؤشرات للرأي العام ترى أن الحزبين الرئيسين يقتربان من بعضهما في نسبة الأصوات المتوقع حصولهما عليها.. يفتقد كل من كميرون وكليغ إلى الخبرة الإدارية، وإذا كانت شخصية ماجريت تاتشر لا تزال تُلقي بشيء من ظلالها على المحافظين، فإن بلير هو الآخر يمثل عامل ضعف عند شخصية حليفه القديم براون. * تركّز بيانات الأحزاب جميعها على المشكلات الداخلية للمجتمع البريطاني في ظل أزمة مالية طاحنة، وتوقعات بانخفاض لقيمة الجنيه البريطاني أمام العملات الأخرى، ولهذا لا تحظى مشكلة الشرق الأوسط بأي حضور بارز في أدبيات هذه الأحزاب، آخذين في الاعتبار أن الحركة الصهيونية لها مواقعها القوية في جميع الأحزاب، وفي المقابل يفترض أن البرلمان يضم ما يقرب من (21) نائبًا مسلمًا، حيث يشكّل المسلمون 3.3% من الشعب البريطاني، بينما واقع الحال يشير إلى وجود أربعة نوّاب فقط، وهو عدد قليل جدًّا.