رصد علماء التربية وعلم نفس الطفل أن هناك عدة حالات ومسببات تدفع الطفل إلى تعلم السب والشتم في سن مبكرة، ومنها أنه عند بداية انتقالهم لمرحلة اللعب مع الأطفال الآخرين يتولد لديهم إحساس بالصراع والنزاع فيتسبب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام كلمات عدائية مع الآخرين، تظهر عدم رضاهم ومنازعتهم على الأشياء، فيستخدمون غالبا الكلمات التي يسمعونها من والديهم عند الغضب أو الكلمات التي تستخدم في الأماكن غير الجيدة كالحمام وتكون وقتها أفضل الكلمات التي تعبر عن عدم رضاهم. وتشير التربوية المتخصصة في مجال الطفولة انتصار عبد الاله إلى ضرورة ألا تبدي الأم انزعاجا ملحوظا عند سماعها لكلمة بذيئة عند الوهلة الأولى وكذلك لا تبدي ارتياحا ورضا بالتبسم والضحك مما يولد تشجيعا له على تكرارها، أيضا لابد عند سماع كلمات سيئة تحاول أن تشرح له أن هذه الكلمات تؤلم مشاعر الآخرين كما يؤلمهم الضرب، ولابد أن تحاول أن تدرب ابنها على كيفية التعبير عن عدم الرضا عن الآخرين عن طريق قول “إذا عملت معي كذا فذلك سيغضبني منك”. وأضافت: قد لا تؤدي الخطوات المذكورة إلى نتائج سريعة وفعالة لان إحساس الطفل بقدرته على إحداث الأثر والانفعال على خصومه في اللعب بالسب والشتم أقوى من أثر الضرب، لذلك فهو يشبع رغبة جامحة تجعله يحرص على الشتم وتفضيله على الحلول الأخرى. وبينت انتصار أن هناك أسباب أخرى للشتم عند الأطفال، وهي أن يستخدم الطفل الشتم على سبيل المرح ولجلب اهتمام الآخرين وليس للعداء مع الآخرين كأن يكون صوت كلمة الشتم جميل وله نغمة وعذوبة، ويعالج ذلك بان نطلب منه الذهاب إلى مكان لوحده ويكرر لفظ الكلمة عدد ما يشاء وحيدا وبعيدا عنهم، لأنهم لا يريدون سماعها، حتى يعلم انه قد يؤذي الآخرين، أو نحاول استبدال كلمة الشتم بكلمة مشابهة لها في الصوت والنغمة مثل حمار بفنار أو محار وكلب بقلب، ولا تحبطي إذا تكرر سماعك لما تكرهين لان الطفل لن ينسى أو يتغير بين يوم وليلة، وحاولي استخدام كلمات جميلة أو مقبولة للتعبير بها عن الأشياء غير الجميلة. وكلما كبر الطفل سيكون أكثر فهما للكلمات التي يجب ألا يتفوه بها، وعندها يمكن التعامل معه بمبدأ الثواب والعقاب على كل كلمة سيئة ينطق بها.