تحدى الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان بك باكييف أمس، الحكومة المؤقتة بإلقاء خطاب أمام انصاره في حين تحاول السلطات الجديدة تفادي افلاس البلاد الاقتصادي والسياسي. واعلنت السفارة الامريكية ان الوضع ما زال مستقرا وان الولاياتالمتحدة استأنفت نقل قواتها الى افغانستان عبر قاعدة مناس الجوية قرب بشكيك بعد توقفه بضعة ايام. من جانبه رفض كرمان بك باكييف في كلمة ألقاها أمام أنصاره في قرية تييت (جنوب)، مجددا الاستقالة بعد فراره من العاصمة بشكيك إثر مواجهات دامية بين المتظاهرين والشرطة. وقال باكييف: "كانت لدي أسباب للاختفاء. وكما تعلمون فقد تمّ الاستيلاء على السلطة بالقوة. وبدأ الامر في البداية في مدينة تلاس (شمال غرب) وحمّلوني كامل المسؤولية". واضاف: "أنا الرئيس ولا يحق لأحد ولا يستطيع أحد ان يفرض علي التنحي من منصبي". وقد فرّ الرئيس المتهم بالمحسوبية والانحراف نحو الاستبداد، بعد ان اطلقت قوات الامن الرصاص على حشد من المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر الرئاسة. واسفرت اعمال العنف عن سقوط 82 قتيلا واكثر من 1600 جريح حسب اخر حصيلة رسمية. من جانبها وصفت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اوتونباييفا تصريحات مساعديها أمس التي أشارت الى "عملية خاصة" لاعتقال باكييف ب"المبالغ فيها" واوضحت ان الاولوية هي الحصول على استقالته. وقالت:"إننا نبحث عن سبل الخروج من هذا الوضع. لن نسمح بسقوط ضحايا آخرين". واضافت: "إننا نفكر في ما قد نقدمه له مقابل" استقالته بينما تخشى السلطات ان يحاول بكاييف استعادة السلطة بتسليح انصاره في معقله في جنوب الجمهورية السوفياتية سابقا في آسيا الوسطى. وغالبا ما تشهد العلاقات بين شمال قرغيزستان حيث اندلعت حركة العصيان الاسبوع الماضي، وجنوبه الذي ينتمي اليه الرئيس المخلوع، توترا مما يثير مخاوف من اندلاع اعمال عنف جديدة وربما حرب اهلية كما يتوقع المحللون. ويعتبر استقرار قرغيزستان رهانا كبيرا في آسيا الوسطى لا سيما ان الولاياتالمتحدة تقيم فيها قاعدة جوية اساسية لنشر قواتها في افغانستان تنظر اليه روسيا باستياء في تلك المنطقة من العالم التي تقع تاريخيا تحت نفوذها. وقد توجه مساعد رئيسة الحكومة المؤقتة يلماظ بك حاتم باييف الى موسكو الاسبوع الماضي مطالبا بمساعدة اقتصادية عاجلة والبلاد تكاد تقع في الافلاس. وأعلن حاتم باييف أن "روسيا ستقدم هبة وستزودنا ايضا بمنتوجات نفطية بدون انقطاع". وأعلنت الحكومة المؤقتة ان مقربين من باكييف نهبوا خزينة الدولة ولم يتركوا فيها سوى 16 مليون يورو للسلطات الجديدة. وأكدت أيضا أن السلطات الروسية لم تشترط إغلاق القاعدة الامريكية مقابل مساعدتها رغم ان علاقات موسكو ببكاييف كانت متوترة جدا منذ ان نكث بوعده ولم يغلق تلك القاعدة المستخدمة في نقل القوات الامريكية الى افغانستان. وأعلنت السفارة الامريكية في قرغيزستان أمس ايضا انها لن تكون ملاذا للرئيس القرغيزي المخلوع ولن تساعده على الفرار من ذلك البلد.