أكد وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله الحصين استعداد وزارته لل صيف القادم لضمان عدم انقطاع المياه. وقال الحصين عقب افتتاحه مساء أمس مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بالرياض والذي يستمر ثلاثة أيام: ان جدةوالطائف على موعد مع ضخ مياه جديدة مع نهاية شهر مايو حيث سيتم ضخ مياه جديدة لجنوب جدة ( قويزة ) كما سيتم مضاعفة الضخ لمحافظة الطائف و هذا سينهي انقطاعات المياه قبل الصيف القادم. واضاف الحصين ان مظاهر الازدحام لم تبقَ الا في مكانين فقط، مشيرا الى ان محطة الشقيق المرحلة الثانية بدأت الضخ الخميس الماضي، وان البوارج وضخ سد بيش الذي تجاوز 25 الف م3 انهى مشاكل انقطاعات المياه بمنطقة عسير . الا انه مع بدء ضخ الشقيق 3 ستنتهي المشكلة كليا. وقال الحصين : ان مشكلة المياه عالمية و هي مشكلة القرن الحادي و العشرون اذا لم يحسن استخدامها وزيادة كفاءة استخدامها في الزراعة بنسبة 50 في المائة ومراقبة تسرب الشبكات و مراقبة استهلاك الفرد في المنزل لن تحل هذه المشكلة وحدها، الا ان تقنية تحلية المياه هي الحل الواعد خصوصا اذا انخفضت تكلفتها ستكون مصدرا جديدا للعالم، مشيرا الى ان المؤتمرات فرصة لنشر الابحاث وتبادل وجهات النظر و كل مشاريع التحلية اساسها هي بحوث علمية. وكشف وزير المياه في كلمته التي القاها في الافتتاح عن 1.1 بليون من سكان العالم لا يحصلون على مياه آمنة ونتيجة لذلك يموت يوميا 4 آلاف طفل دون سن الخامسة بمعدل طفل كل 15 ثانية من أمراض سببها تناول مياه غير صالحة للشرب كما إن نصف أسرَّة المستشفيات يشغلها مرضى بأمراض يعود سببها إلى الماء وعلى وجه العموم فان 88 في المائة من الأمراض في العالم يعود سببها إلى مياه الشرب ومياه الصرف وعدم النظافة. وقال الحصين: ينعقد مؤتمرنا هذا البالغ الأهمية توقيتا وموضوعا وهدفا في وقت أصبح موضوع ندرة المياه يلقي بظلاله على كافة بقاع العالم وينذر بان يكون مهددا لبقائها ورغد عيشها بل انه في نظر الكثير من العلماء والهيئات الدولية المختصة سيكون أعظم مشكلة تواجه البشرية وعلى حد قول الكثير فان معضلة توفير الماء ستجعل من المشكلة المالية التي عاشها ويعيشها العالم غاية في الضآلة بالمقارنة وللاستدلال على فداحة المشكلة والتحدي، وفي الوقت الذي زاد فيه التعداد السكاني العالمي في القرن الماضي 3 أضعاف فقد زاد استهلاك الماء أكثر من 6 أضعاف وخلال الخمسين السنة المقبلة سيزيد سكان العالم من 40 إلى 50 بالمائة وإذا زاد استهلاك الماء بنفس وتيرة القرن الماضي فيعني ذلك زيادة استهلاك الماء على افتراض توفره أكثر من 100 في المائة. وقال وزير المياه والكهرباء تشير الأممالمتحدة والبنك الدولي في تقريرها إن العالم بصدد أزمة مياه غير مسبوقة وان الأزمة القادمة ليست عارضة ولا تعود أسبابها لظروف طبيعية أو صعبة طارئة بل تعود لسلوك البشر عموما زراعيا وصناعيا ومنزليا مما احدث خللا في الكميات المتاحة. وأشار الحصين الى أن نقص الموارد المائية يتمثل جلاء في انخفاض الكمية المتاحة لاستخدام الفرد بنحو 60 في المائة منذ عام 1950 م عندما زاد سكان العالم من 2.5 بليون إلى 6 بلايين نسمة وستنخفض الكمية المتاحة ب 33 في المائة خلال الخمسين عاما القادمة حين يرتفع سكان العالم إلى 9 بلايين نسمة وهو متوسط الزيادة السكانية المتوقعة حيث يضاف سنويا ما قرابته 80 مليون نسمة ولقد انخفض وسينخفض المتاح للفرد لأكثر من 90 في المائة عن مستواه في 1950 م وانه لن يعود متاحا للفرد في عام 2050 م إلا اقل من 10 في المائة مما كان متاحا في عام 1950 م. وقال الحصين :إذا كانت الصورة للمياه قاتمة عالميا فإنها لعالمنا العربي تنذر بخطر عظيم محدق إذا لم نتمكن من تقليص اثاره وفي هذا الصدد إن معدل الزيادة السكانية في عالمنا العربي يفوق معدل الزيادة السكانية العالمية بل من أعلاها فقد زاد سكان عالمنا العربي من 173 مليونا في عام 1970 م إلى 386 مليونا في عام 2001 م وسيزيد إلى 568 مليونا عام 2025 م أي بعد 15 عاما فقط، لقد حدثت هذه الزيادة السكانية الهائلة في وقت تضاءلت فيه ثروتنا المائية المتجددة وغير المتجددة فقد استنفدنا خلال ال 30 سنة الماضية كما هائلا من مخزوننا المائي الجوفي وغير المتجدد غالبا كما إن كمية مياه الأنهار التي ترد لبعض بلادنا العربية وغالبيتها ترد من مصادر خارجية قد انخفض وينذر بانخفاض أكثر في السنوات القادمة.