ظهرت أزمة جديدة فى قضية بيع الأرض الثانية التي يمتلكها نادي مكة الأدبي والواقعة بطريق مكةالمكرمة/ جدة السريع أمام مواقف السيارات على مساحة (7900)م2، حيث توقف المزاد عصر الخميس الماضي بعد حضور مجموعة من العقاريين الراغبين فى شراء الموقع بناءً على إعلانات نادي مكة الأدبي ببيع الموقع في المزاد العلني، وفوجئ الحضور بإعلان شيخ طائفة دلالي العقار بمكةالمكرمة عن توقف المزاد لوجود نزاع على الأرض بين المتبرع والنادى الأدبي، بعد أن قدم المتبرع بالأرض (قبل 28عامًا)، طلبًا للمحكمة العامة وكتابة عدل مكةالمكرمة ووزارة الثقافة والإعلام يطالب بالتراجع عن الهبة التى وهبها لنادي مكة الأدبي، حيث وهبها من أجل بناء مقر للنادي، والآن حصل النادي على قطعة أرض أخرى وبالتالي يرغب في استعادة أرضه. وعلمت «المدينة» من مصادر مطلعة أن مالك الأرض أوكل محاميًا أعدّ لائحة من عدة صفحات قدمها لرئيس المحكمة العامة بمكةالمكرمة، صورة منها لرئيس كتابة عدل الأولى، والثانية وزارة الثقافة والإعلام، يطالب بإعادة الأرض؛ ما دام نادي مكة الأدبي لن يقيم عليها النادي، وحصل على أرض في موقع آخر، والهدف من التبرع كان لإقامة مبنى النادي، وما دام لن تقام على الموقع، فالمتبرع تراجع عن تبرعه. . كما علمت «المدينة» من المحكمة العامة بمكةالمكرمة، أنه وحسب النظام المتبع، وجّهت كتابتي العدل الأولى والثانية بعدم إفراغ الأرض لأن عليها نزاعًا حتى ينتهي. من جانبه قال الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص: إن شروط الهبة أن يكون الواهب بالغا وعاقلا ومميزا، وأن يملك الشيء الموهوب لغيره وهذا إجماع من جميع علماء السنّة من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة وغيرهم وأن يكون الموهوب له ممن يملك الهبة أو ممن يُوقف عليه الهبة كالقصار، أما الرجوع فى الهبة فإن العلماء فصلوا فى الرجوع،. فإن كان الواهب مضطرًا اضطرارًا شرعيًا كأن عليه ديونا موقفة معضلة فإنه عليه أن يأخذ جزًأ من المال دون الرجوع فى الهبة جميعًا أو أن يكون هذا الرجل مأسورًا أو أنه مضطر كالعاقلة، أو أن يكون الموهوب له المال يستعمل المال فى غير طاعة لله سبحانه وتعالى؛ فيجوز الرجوع في الهبة، أما عامة أهل العلم خاصةً أهل الحديث فيرون تحريم الرجوع في الهبة لما ثبت فى الصحيح «العائد في هبته كالكلب يعود فى قيئه»، أما إذا كان بسبب ارتفاع سعر الأراضى؛ فهذا يسمى الطمع في الاسترجاع، وهذا نقص في المروءة وشحٌ في الأداء والعطاء، وعامة العلماء على كراهية هذا الشيء كراهية تحريم لا كراهية تنزيه. وأما قضية التراجع عن هبة نادي مكة الأدبي فأقول لا يحق لهذا الرجل أن يسترجع الهبة، لكن لي رأيًا في هذا وهو أن العلماء فرّقوا بين الهبة الذاتية والهبة المطلقة، لأن هذه تسمى هبة مطلقة، لأن النادي الأدبي له جهة تقيّمه وتموّله، فأنا لا أرى بأسًا بهذا.