يبدو أننا نعيش عصراً جديداً من عصور كرة القدم هو عصر الأسطورة الأرجنتينية الجديدة ليونيل ميسي . بدون شك فنحن محظوظون لأننا نعاصر عبقرية كروية جديدة من فصيلة العبقرية الكروية النادرة دييغو مارادونا . وبالنسبة لأبناء جيلي فإننا محظوظون أكثر لأننا عاصرنا مارادونا ونعاصر الآن ميسي . ميسي لاعب يقترب أكثر فأكثر من أن يكون لاعبا كاملا كما كان عليه سلفه وابن بلاده دييغو مارادونا . وإذا استمر ميسي في تألقه هذا دون أن ينجر إلى الانحرافات السلوكية التي أنهت مسيرة مارادونا وهو ما زال في عز تألقه ، فإن الأرقام التي سيبلغها والانجازات التي سيحققها ستكون غير مسبوقة إلا من الأرقام التي حققها الأسطورة الأرجنتينية دي ستيفانو الذي حقق بطولة أبطال أوروبا لخمسة مواسم متتالية مع ناديه ريال مدريد . ميسي لاعب يمتلك مخزونا عجيبا ولا أقول عاليا فقط من المهارات . إنه لاعب لا يستطيع أي مدافع أو حارس مرمى مهما بلغت براعته ، أن ينجح في قراءة أفكاره . والأهم أنه لاعب قوي بدنيا ويتمتع بسرعة لا يمكن لأحد أن يجاريه فيها . والأدهى من ذلك أن سرعة ميسي تتضاعف عندما تكون الكرة بحوزته .. وهو شيء نادر تماما . أما بالنسبة لمواهبه في التهديف ، فإن ميسي يعتبر واحدا من القلائل القادرين على تسجيل وصناعة الأهداف من مختلف الأوضاع بما فيها ألعاب الهواء رغم قصر قامته . لكن وعلى الرغم من كل ذلك فإن المقارنة بين ميسي ومارادونا ما زالت مبكرة . ميسي سيحتاج في رأيي إلى خوض العديد من التحديات وكسبها قبل أن يزج باسمه في مقارنة من هذا النوع . فمارادونا لم يكن لاعبا عبقريا وحسب ولكنه كان شخصية قيادية قادرة على إخراج أفضل ما لدى زملائه من ملكات . وهو ما يفتقر إليه ميسي حتى الآن . من ناحية أخرى فإن ميسي كان ولا يزال يحقق انجازاته العظيمة مع وجوده في فريق هو الأقوى على مستوى العالم . على العكس من مارادونا الذي أعطى فريق نابولي الضعيف والخالي من الأسماء اللامعة إنجازه التاريخي بالفوز بلقب الدوري الإيطالي مرتين في الفترة التي كان معظم نجوم العالم يتواجدون خلالها في الأندية الإيطالية . وكذلك الحال بالنسبة لكاس العالم 86 حيث لم تكن خامات لاعبي الأرجنتين ترتقي إلى نصف ما هي عليه الخامات الأرجنتينية حاليا . مازال أمام ميسي تحديات في غاية الصعوبة .