صدر للدكتور صالح زياد كتابه الجديد «مجازات الحداثة»، ويتناول الكتاب التمثيلات السردية للمعاني الفردية والاجتماعية والثقافية من زاوية الحداثة، وهي -كما يشرح المؤلف- معاني الطموح إلى قيم ووقائع وأفكار تجسد ذاتية الحداثة، أي إنتاج المجتمع المحلي لها وممارسته إياها، ومعاني المعاناة لغيابها أو المعاناة لأفكارها التي لا تنفصم عن أشكالها وصيغها وابتكاراتها الأسلوبية. وجاء في غلافه الأخير: «يبرز الوعي الحداثي في الموقف النقدي الذاتي مثلما يبرز في صور القلق الفردي وتأزماته وأشكال الصراع الاجتماعي وما يغدو ترميزات وجودية أو اجتماعية تكنّي عن الطموح إلى التحول والتغيير، أو تمثِّل على الظلم والتسلط وانعدام المعنى والشعور باستدارة الزمن وثباته. وقد كانت الأشكال الأدبية الحديثة، ومنها شعر التفعيلة وقصيدة النثر والرواية والقصة القصيرة، اجتراحًا لمنطق التغيير والتحول الذي يتعالق مع الوعي الحداثي في الضيق بمنطق التقليد، وتأكيد الوظيفة الإبداعية والنقدية، ومعادلة الاتساع المعرفي، والتعبير عن شهية الكشف، وإعلان النزوع إلى الواقع. وسواء كان متن القراءة الحداثي شعرًا أم سردًا فإن عامل الذات التي يمثلها ذلك المتن، أي الفاعلية التي تتعلق بها الرغبة بالاتجاه إلى موضوع ما، هي ذاتٌ تمثِّل الوعي الحداثي، ليس بدليل ما تفصح عنه من رغبة وما تقفه من موقف فحسب، بل -وهذا هو المهم- بدليل العائق أو العامل المعاكس لها. ويحتوي الكتاب على أربعة فصول، أولها يتناول مجازات العائق الاجتماعي، ويتناول الثاني مجازات الوعي النسوي، أما الفصل الثالث فيتناول مجازات السرد ضد الأليف، وفي الفصل الأخير تأتي مجازات تيار الوعي. ويقرأ المؤلف في هذا الكتاب نصوصًا سردية عديدة منها نصوص، لعبده خال، وعبد الله باخشوين، وفهد الخليوي، وحسين علي حسين، ومحمد علوان، وليلى الأحيدب وشريفة الشملان، ونورة الغامدي، وأميمة الخميس، وظبية خميس، وفوزية رشيد، وليلى العثمان، وعبد العزيز مشري، وبدرية البشر ... وغيرهم. يقع الكتاب في 214 صفحة من القطع المتوسط.