كشف رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي بمكةالمكرمة الشيخ أحمد الغامدي عن بحث يقوم حالياً بإعداده وسوف يرى النور قريباً وهو عن حكم صلاة الجماعة قال عنه انه قد يغيّر شيئاً من مسار دور الهيئة مع من لم يصلوا في جماعة. ونفى تعرضه لأي ضغوط من أجل اثنائه أو منعه عن حضور الأمسية التي أقامها له النادي الأدبي بالطائف مساء أمس الأول والتي كانت عن دور الهيئة وما تتناقله وسائل الإعلام والعلاقة بينها وبين الصحافة. وكان الترقب حاضراً، والعيون مبصرة، والقلوب وجلة، من ما سيحدثه حضور الدكتور أحمد الغامدي لأدبي الطائف، خاصةً وأنه تحول في الفترة الأخيرة لاسم يتردد على ألسنة الكثير عندما اجاز الاختلاط، وتوقع الحضور أن يقدم ما يثير أكثر في أمسيته في نادي الطائف الأدبي، ولكنه فضّل الوسطية في الطرح، وأوصى مقدم الأمسية أن يُمنع كل سؤال يدور حول الاختلاط أو ما أثير منه وعنه، فمرّت المحاضرة خالية من الإثارة ولكنها عميقة في الطرح. وتناول الغامدي دور الهيئة وأنها هي المفصل الحقيقي للأمة وهي التي تتسيّد بها بين الأمم. وتناول سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام القولية والعملية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما قدمه من منهج واضح وشارح في كيفية التعامل مع من يخطئ بروح وبعمق إيماني بعيدا عن التشدد، وقال: علينا أن نعي سيرة المصطفى ونتدبر قوله مثلا: لمعاذ: أفتّان انت يا معاذ؟ إشارة إلى منهج التيسير الذي يجب ان نكون عليه وأن نراعي الظروف والأزمنة. وأبدى الغامدي عدم رضاه لما يدور في الميدان من رجال الحسبة، وقال: الخطاب الليّن يجب أن يكون حاضراً في التعامل وليس هناك من لا يخطئ ولكن فنية التعامل مع تلك الأخطاء هي التي يجب أن تكون حاضرة. وعن الشباب وعلاقة الهيئة بهم قال: هناك فجوة وجفوة وتلك هي مأساة، فيجب ان يكون الوعي بنفسيات الشباب وأن نتعامل معهم وفق مراحل أعمارهم وأن لا يكون منا منفرون. وشدد الغامدي على أن الخلل الفردي يحتاج للإصلاح والتبصير وأن لا نعامله بالتحقيق والإحالة والإفصاح عنه، ولكن الخطأ الاجتماعي هو من يجب التصدي له لأنه الذي يهدم المجتمع، وأكد أن المجتمع والهيئة لا فصل بينهما بل وصل وبناء وإصلاح، فكلنا مسؤولون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح يبدأ من ذات الإنسان. وعن الستر قال: هو نوع من الإصلاح ولابد أن يراعي رجل الهيئة الحالة النفسية والاجتماعية لمن أخطأ، وأن لا نعين الشيطان على من أخطأ، وهذا ما تعلمناه من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ونحمد الله على أن الثقة بالهيئة ازدادت واتسعت، وما لجوء الفتيات لها إلا دلالة على ذلك. الأمسية شهدت مداخلات واسئلة عديدة من الحضور، وقد تناول المحاضر شيئاً منها، وأجاب عن سؤال حول تعامل رجال الهيئة مع من لم يصلوا الجماعة. وعن أخطاء الهيئة قال: حدثوني عن ما يحدث في منطقة مكة أما غيرها فلا علم لي. ولم يخف الغامدي تذمره من صمت المتحدث الإعلامي للهيئة وأنه قليل التجاوب مع الصحافة ولكنه وعد بمناقشة هذا الموضوع مع الرئيس العام لرئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعن المقولات التي تلهج بها الناس (لحوم العلماء مسمومة) قال: لا صحة لهذا والمسلمون عموما لحومهم مسمومة ويجب أن نحسن الظن في كل مسلم ونبتعد عن التجسس والتحسس وسوء الظن ورجال الهيئة هم من يجب ان يعي هذا أكثر من غيرهم. الجدير بالذكر أن هذا اللقاء هو الأول الذي يجمع المثقفين برئيس هيئة ولأول مرة في نادٍ أدبي.