تعاني حركة البناء بالمدينةالمنورة خطر التوقف بعد التهديد الذي تواجهه إثر الزيادة في الاسعار التي سجلتها معظم المواد الاولية للبناء خلال الاسبوع الماضي، حيث سجلت اسعار الخرسانة الجاهزة زيادة تصل إلى 20 بالمائة على سعر المتر بعد اغلاق عدد من مصانع الخرسانة بسبب الشح الشديد في الرمل الذي تعاني منه المنطقة منذ فترة طويلة . وفي هذا الشأن تحدث بعض اصحاب مصانع الخرسانة بالمدينة واوضحوا ان فكرة الزيادة في الاسعار أتت لتغطية مصروفات الانتاج الباهظة. وأوضح حسين الردادي مدير أحد المصانع ورئيس لجنة الخرسانة” سابقا”أن فكرة الزيادة بالاسعار قائمة لحين انتهاء المعاناة في توفير المواد الاساسية التي تصنع منها الخرسانة. واضاف: في ظل ارتفاع اسعار التكلفة نحن مرغمون لرفع الاسعار لا محالة كي يتسنى لنا العمل دون تسجيل خسائر على اقل تقدير في الفترة الحالية. اما سعود الحربي “صاحب مصنع “ فأكد ل "المدينة "ان ارتفاعا في اسعار المواد الاساسية لتصنيع الخرسانة هو الذي يجبرنا على رفع الاسعار ، واوضح ان كافة المواد الاولية شهدت زيادة خلال الفترة الماضية بداية من الرمل الذي وصل سعر ما يعرف بالرد منه الى 1300 ريال وكذلك الاسمنت والذي ارتفع بنسبة تصل إلى 2.5 في المائة وايضا سعر البحص حيث وصلت نسبة الزيادة فيه إلى 20 بالمائة وكانت اسعار الرمل قفزت الى ارقام فلكية بعدما اغلقت امانة المدينةالمنورة منهل الفريش (40 كيلو جنوبالمدينة ) ورفض وزارة "البترول " التصريح للمنهل الجديد الذي تم اختياره من لجنة "عاجلة " أمر بتشكيلها في حينه صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، إذ تم اختيار المنهل الجديد الذي يقع في منطقة وادي الابيار (70 كيلو شمال المدينة ) حيث وصل سعر المتر 90 ريالا في حين ان السعر الاساسي والذي يباع في باقي المناطق هو 15 ريالا وهو الشئ الذي جعل بعض مستثمري الرمل والخرسانة الجاهزة يهددون باللجوء الى القضاء بعدما اكدوا ان خسائرهم تضاعفت. و قال صالح العوفي (مستثمر في الرمل ) إحجام وزارة "البترول " منحنا التراخيص اللازمة لمزاولة العمل في منهل منطقة الابيار اجبرنا للبحث عن الرمل من مناطق ابعد وهو ما يعني زيادة في سعر التكلفة وبالتالي البيع بسعر مرتفع قد لا يقبله البعض وهو ما يجعل الكثيرين يعزفون عن الشراء مما يسبب لنا خسائر فادحة نتيجة رواتب عمالة وصيانة سيارات نقل ومعدات حفر بعدما تراكمت اقساطها . من جهته هدد عبدالمجيد البلوي (مستثمر في الرمل ) باللجوء للقضاء والرفع للجهات العليا ان استمر تجاهل "البترول " (على حد تعبيره ) في المصلحة العامة وتشبثها وراء روتين لا نجد له مبررا في الاساس بعد اجماع اعضاء اللجنة السداسية التي أمر بتشكيلها أمير منطقة المدينة -حفظه الله- لايجاد حلول جذرية وعاجلة على وادي الابيار كمنهل بديل عن منهل الفريش الذي اغلقته امانة المدينة منذ 3 اعوام تقريبا . اما بالنسبة لاسعار الحديد بالمدينة فهي تسجل اسعارا مرتفعة وعلى الرغم من تحذيرات وزارة التجارة المتكررة واستمرار حملاتها لمراقبة الاسعار الا ان التعاملات مازالت خاضعة لمعطيات سوق سوداء وجدت وخلقت بعد النقص الكبير في الكميات المطروحة للبيع حيث وصل سعر الطن الى 3100 ريال . و اشتكى بعض المقاولين من تضاعف الاسعار ويقول ماجد الحربي (مقاول ): شح الحديد أدى الى تضاعف اسعار حتى وصل الى سعر 3100 ريال للطن وهو ما يضاعف حجم مصاريفنا على مشاريع رست مناقصتها علينا عندما كانت اسعار الحديد اقل من ذلك بكثير والان نحن ملتزمون بمدة التسليم والا سنتحمّل غرامات التأخير والشروط الجزائية التي في بنود عقد الاتفاق . وايضا سجلت اسعار "البحص " وما يعرف "بالكسارة "والذي يدخل كمادة اساسية في صناعة الخرسانة الجاهزة زيادة وصلت الى ما نسبته 20 بالمائة وكذلك هو الحال في سعر الاسمنت حيث ارتفع السعر الى ما يعادل 2.5 بالمائة . وكان اصحاب مصانع الخرسانة الجاهزة قد تحدثوا ل "المدينة ". ومن جانبها "المدينة " قامت بالاتصال بمدير عام فرع وزارة التجارة والصناعة بالمدينةالمنورة خالد قمقمجي والذي بدوره اكد ان الفرع يقوم بجولات تفتيشية بشكل يومي لمراقبة الاسعار أول بأول وان اجتماعات يقوم بها الفرع بشكل دوري مع بعض التجار والموردين لمعرفة اسباب الارتفاع ومحاولة منه لتخفيض سعر البيع وأوضح القمقمجي ان الفرع اجتمع مع اصحاب مصانع الخرسانة الجاهزة بالمدينةالمنورة لمعرفة اسباب الزيادة في سعر الخرسانة وتأكد من الاسباب خارج عن سيطرة هؤلاء المصنعين لارتفاع سعر التكلفة للمواد الاساسية للتصنيع من اسعار الرمل و"الكسارة " والاسمنت السائب . كما اكد القمقمجي على استمرار الفرع بمراقبة اسعار الحديد بشكل يومي ومحاولة تصيد المتلاعبين .كما يهيب القمقمجي بجميع المواطنين والمقيمين بمنطقة المدينة بضرورة التعاون مع الفرع والابلاغ عن أي تلاعب يحدث في الاسعار .