يدرس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب مشاركته في مؤتمر دولي للحد من انتشار الاسلحة النووية تنظمه الولاياتالمتحدة، تحسبا لتعرضه لضغوطات من الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي ينتظر ردا اسرائيليا على مطالب ادارته لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية، فيما أعربت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن رفضها لأي "مساومة" على وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية قبل استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ ديسمبر من عام 2008. وذكرت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية امس عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها ان «هناك احتمالات كبيرة ان يلغي نتنياهو مشاركته في المؤتمر الذي يتوقع ان يتخلله لقاء مع اوباما». واضافت المصادر ان «قرار نتنياهو النهائي سيكون غدا الثلاثاء». ولا تزال الادارة الامريكية تنتظر الحصول على الرد الاسرائيلي على المطالب الامريكية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين. ورجحت المصادر ذاتها الا يقدم المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر برئاسة نتنياهو ردا على المطالب الامريكية حتى انعقاد المؤتمر مما قد يحول الانظار في المؤتمر من الملف الايراني الى اسرائيل. وتشارك 46 دولة في المؤتمر الدولي اواسط الشهر الحالي في واشنطن الذي دعا اليه اوباما وسيبحث خلاله فرض عقوبات على ايران. الى ذلك قالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان صحفي عقب اجتماعها في رام الله مساء أمس الاول برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنها ترفض المساومة على نزع الشرعية عن أي عمل استيطاني سواء طال هذا العمل الأرض أو المواقع الدينية المقدسة أو أي موقع فوق الأرض الفلسطينية. وأدانت اللجنة "أعمال التنكيل والقتل والإرهاب التي يمارسها الاحتلال وجيشه ومستوطنوه في الضفة وغزة التي تستهدف المواطنين العزل الذين يعبرون عبر وسائل المقاومة الشعبية السلمية عن تمسكهم بوطنهم ورفضهم للعنصرية ونهب الأرض ولسياسة الحصار". وعبرت اللجنة التنفيذية عن تقديرها لنتائج القمة العربية في سرت "التي عبرت عن إجماع الموقف العربي في دعم سياسة ومواقف القيادة الفلسطينية سواء تجاه عملية السلام وخاصة ضرورة وقف الاستيطان وقفاً تاماً كمقدمة ضرورية لبدء المفاوضات أو في ضرورة تكاتف الموقف العربي والدولي من اجل دعم مدينة القدس". وأكدت على أهمية التطبيق العملي لمقررات القمة العربية وخاصة فيما يتعلق بدعم صندوق القدس، ومواصلة التنسيق العربي مع الموقف الفلسطيني ومع جميع الجهات الدولية خاصة اللجنة الرباعية الدولية لتوفير أسس استئناف عملية السلام وخاصة وقف الاستيطان بجميع أشكاله وصوره. ودعت اللجنة التنفيذية حكومة إسرائيل إلى ضرورة اغتنام الفرصة التي يعبر عنها الإجماع العربي والدولي الراهن "الذي يتمسك بضرورة إطلاق عملية سلام جادة". وقالت إن على الحكومة الإسرائيلية "أن تحدد خيارها بين انتهاج طريق السلام الذي يحقق مكاسب كبرى لجميع الأطراف في المنطقة بما فيها إسرائيل أو مواصلة طريق الاحتلال والاستيطان والاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته الذي يهدد مصالح الجميع على المدى المباشر والاستراتيجي وخاصة إسرائيل". وأكدت اللجنة باسم الشعب الفلسطيني بأسره الاستعداد التام للانخراط في عملية السلام، عندما تثبت إسرائيل أنها جاهزة للسير في هذه العملية عبر الوقف التام للاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف وعندما تلتزم بمرجعية عملية السلام وخاصة إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967. يأتي ذلك فيما شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات ومداهمات صباح امس طالت ستة فلسطينيين في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني عن مصادر عسكرية قولها إن القوات الاسرائيلية اعتقلتهم بدعوى أنهم «مطلوبون» ، وأنه تم اعتقالهم جنوب نابلس. ولم يكشف الجيش عما إذا كان للمعتقلين أي انتماءات تنظيمية، إلا أنه أضاف إنه «تم إحالة المعتقلين إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم». ويشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات ومداهمات بصورة شبه يومية في الضفة الغربية في إطار ملاحقة نشطاء فلسطينيين يصفهم ب «المطلوبين».